شطر من الطريق السيار شرق غرب سيتم ترميمه، ما يوصف بأنه مشروع القرن لم يتم تسليمه كاملا إلى حد الآن رغم سنوات من التأخر ومليارات من الكلفة الزائدة، ويقول الذين أخبروا الجزائريين بأن القسم المعني بالترميم تم إنجازه في التسعينيات عندما كانت الأوضاع الأمنية سيئة، غير أن هؤلاء لم يخبرونا أبدا بأن هناك مقاطع من الطريق تم إنجازها في عهود سابقة، فقد جرت العادة منذ سنوات على تضخيم المشاريع والأرقام حتى يبدو كل شيء عملاقا وخارقا للعادة . الذين يستعملون الطريق السيار يعرفون عيوبه، وهذا الإنجاز يختزل صورة التسيير والمتابعة في الجزائر، فالسياسة لا تطال شيئا إلا لتفسده، وعندما تكون فترة الإنجاز وتاريخ التدشين مرتبطان بالسياسة فإن المشاريع لن تصمد طويلا، فكثير من الإنجازات التي تم تسليمها وسط ضجيج إعلامي كبير تحولت بسرعة إلى عبء ثقيل على الاقتصاد الوطني، بل إن عقيدة المشاريع الضخمة التي قادتنا إلى الإفلاس في عقود ماضية عادت اليوم إلى الواجهة خدمة لنزوات سياسية عابرة وقد تقودنا إلى الإفلاس مرة أخرى. وزير الأشغال العمومية استغل الطريق السيار سياسيا، رغم أن لا فضل له في إنجازه، لكن الكارثة التي حلت بالبلاد هي أن لا أحد يسأل عن الطريقة التي أنجز بها هذا المشروع التي ارتفعت كلفته بشكل غير مبرر، ولا أحد يحاسب عن الأخطاء الجسيمة التي ارتكبت، والأدهى والأمر هو أن الحكومة عادت مجددا لتغرف من المال العام لترقيع ما تم إنجازه بسرعة ودون احترام للمعايير، في وقت عاد فيه الوزير إلى منصبه في انتظار المنصب الكبير الذي وعد به في غفلة من الشعب الجزائري حسب زعمه. لقد حان الوقت ليعرف الجزائريون كم تكلف المشاريع التي تنجز في بلادهم، وبأي نوعية تنجز، وعهد الغش والتدليس يجب أن يولي لغير رجعة.