تطرق محمد كبير عدو، والي العاصمة في حوار خص به مجلة »حياة المدن« في عددها الثالث الصادر بمناسبة خمسينية الاستقلال، إلى كبريات المشاريع التي من شأنها أن تمنح العاصمة الوجه الذي تستحقه، وترتقي بها إلى مصاف » لؤلؤة البحر المتوسط«، مشيرا أن المرحلة الأولى من الإستراتيجية تشمل تغيير العاصمة وتتمحور حول هيكلتها وتزيينها، إلى جانب تحسين ظروف النقل وحركة المرور، وغيرها من الإنجازات. المشروع سوف يكون جاهزا في 2030، هل بإمكانكم أن تقدموا لنا حوصلة بخصوص تغيير وجه العاصمة؟ هذا المخطط الاستراتيجي يهدف إلى تغيير العاصمة في جميع المجالات على غرار مشروع الخاص بالمعمار والمنشآت السكانية، ومخطط خاص بإعادة التوازن الايكولوجي وتطهير المياه المستعملة وإعادة استعمالها، إلى جانب مخططات أخرى تهدف إلى تحسين ظروف التنقل وحركة المرور في العاصمة، ضف إلى ذلك إعادة تهيئة بعض الأحياء والجامعات، على غرار كلية الطب والقانون والثانوية الدولية والملاعب الجديدة للدويرة وبراقي، كما سيتم أعادة النظر في تحسين الإنارة العمومية وكذا مخططات أخرى تهتم بالجانب الاقتصادي والاجتماعي تهدف إلى تجميل وإبراز سحر العاصمة. هل بإمكانكم تقديم شرح مفصل أكثر عن المرحلة الأولى من مشروع تغيير العاصمة، وما هو أهدافه ومضمونه؟ باختصار فان أول مرحلة تتمحور حول هيكلة وتجميل العاصمة والتي لا تتضمن سلسلة من العمليات المتكررة الظرفية بل مجموعة من التدخلات الهيكلية والتي تعنى بتحسين ظروف النقل وحركة المرور في العاصمة من خلال انجاز أشغال جريئة في مجال الطرقات والمنشات الحركية، ضف إلى ذلك إعادة الاعتبار للوسط التاريخي واستعادة الواجهة البحرية من أجل رفع التناقض الذي يميز العاصمة والمثمثل في رؤية البحر ولكن من بعيد. سبق وأن تطرقتم إلى إعادة الاعتبار للعاصمة، هل لكم أن تشرحوا لنا أكثر في هذا الخصوص؟ عبر كل دول العالم يعد النشاط الاقتصادي للمدن بمثابة رد على الأزمة والصعوبات التي تضرب الاقتصاديات خاصة أن رئيس الجمهورية ما فتئ يذكر بأهمية تطوير الجزائر خارج الغاز والنفط، وهذا الأمر يتحقق إلا بتطوير القطاعات الأخرى » القطاع الثالث« لاقتصادنا، ونظرا للدور التقليدي لمقاولي الخدمة العمومية فان الجماعات المحلية تتولى مهمة مطور اقتصادي للأقاليم التي يشرفون على تهيئتها ويمثل استحداث المؤسسات والثروات المحلية اليوم أحد أهداف التي سطرناها في الجزائر العاصمة. السؤال الذي يطرحه الجميع، لماذا أصبحت الجزائر تعيش وضعية صعبة في كافة المجالات؟ شهدت العاصمة تضاعف سكانها عشر مرات خلال 50 سنة الأخيرة ، ما أدى إلى ضغط ديمغرافي كبير وهذا ما جعل السلطات المعنية التفكير لتلبية حاجيات الجميع لكن في ظرف زمني قصير في كل من مجالات السكن، الصحة، والتربية وأنا واعي بأن هذه المشاريع لم تكن مطابقة للمعايير لدى أردنا أن نقم بتعديلات ، حيث بعدما كان اهتمامنا فقط بالكمية الآن نهتم بالنوعية والتي تتطلب وقت معين. ما هي إستراتيجيتكم التي تعتمدون عليها لإعادة تأهيل وسط الجزائر العاصمة؟ تم التكفل بفضاءات محددة لا طلاق مسار إعادة تأهيل الموقع التاريخي ويتعلق الأمر بالشوارع السبعة الموازية للبحر على غرار زيغوت يوسف، شي غيفارا، مليكة قايد، كريم بلقاسم والعربي بن مهيدي، كما أن المخطط الاستراتيجي لمدينة الجزائر تنفيذه يشهد تقدما خاصة أمام الأعمال المنجزة على غرار القضاء على الأحياء القصديرية بالعاصمة التي عرفت خلال فترة80 نقص في الأحياء القصديرية لتعرف الظاهرة انتشارا واسعا في 90 بسبب الظروف الأمنية، حيث تم القضاء منذ 2004 على أزيد من مائة حي قصديري تمثل أزيد من 10.000 عائلة، وتسكن هذه العائلات اليوم ونقول ذلك دون فخر في سكنات لائقة وذلك يعني أنه تم بناء نفس العدد من السكنات اللائقة لإعادة إسكان أصحابها الجزائر العاصمة تفتقد لأماكن الترفيه، ماذا سيجلب هذا المخطط في هذا المجال؟ قررت السلطات العمومية انجاز بالجزائر العاصمة أوبرا وقاعة للعروض، ضف إلى ذلك سيتم تنظيم تظاهرات كبيرة، كما وضعنا برنامجا جريئا لإعادة ترميم قاعات السينما المنكوبة وذلك على المدى القصير، كما سنسعى إلى انجاز قاعات سينما مضاعفة الإرسال.، بالإضافة إلى انجاز هيكل جديد في فضاء واسع يسهل من أداء دور العاصمة في تنظيم المعارض وذلك من خلال رؤية وضعية قصر المعارض. ماهي الحوصلة التي تأتيكم من لجان الأحياء؟ تعد لجان الأحياء أعضاء فاعلة في التسيير اليومي لمدينة الجزائر ، حيث تجتمع بشكل منتظم تشكل فضاءات حقيقية للتشاور وتبادل الأفكار ومشاركة المجتمع المدني في عمليات التنمية على الصعيد المحلي.