التزمت كاتبة الدولة الأمريكية، هيلاري كلينتون، بدعم بلدان شمال إفريقيا لاستهداف الهياكل المدعمة للجماعات المتطرفة في مالي وقطع تمويلهم. وفي سياق منفصل أشادت المسؤولة الأمريكية بالإصلاحات التي باشرتها الجزائر وقالت إنها »ستستفيد الكثير من خلال التغييرات التي تحدث حولها«. أوضحت كلينتون في مداخلة لها، أول أمس، بمقر المركز الأمريكي للدراسات الإستراتيجية و الدولية » أمريكان سانتر فور استراتيجيك أند أنترناشيونل ستاديز« بواشنطن، حول الانتقال الديمقراطي بمنطقة المغرب العربي. وفي سياق تطرقها إلى »المسار الديمقراطي« الذي تمت مباشرته بكل من تونس وليبيا أن »الجزائر لم تشهد مثل هذه الثورات غير أن الأحداث الأخيرة امتحنت قيمها وعزمها«، وأكدت أن »الجزائر ستستفيد الكثير من خلال التغييرات التي تحدث حولها وأننا سجلنا بعض التقدم« من خلال الإصلاحات المنتهجة. وذكرت المسؤولة الأمريكية بالظروف التي جرت فيها الانتخابات التشريعية الفارطة، وأوردت أن الحكومة الجزائرية »نظمت انتخابات تشريعية في شهر ماي الماضي وأنها استدعت لأول مرة ملاحظين دوليين لمراقبتها«. وفي سياق آخر ثمنت التدابير التي اتخذتها السلطات الجزائرية عقب اجتياح موجة عنف للعالم الإسلامي بعد بث فيلم مسيء للرسول الكريم، حيث قالت إن الحكومة الجزائرية »تحركت فورا الشهر الماضي من أجل حماية البعثات الدبلوماسية منها السفارة الأمريكية ومن أجل وضع حد للتوترات بالشوارع«. وفيما يتعلق بدعم الولاياتالمتحدة لحركة الانتقال الديمقراطي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، صرّحت هيلاري كيلنتون أن السياسة الأمريكية بهذه المنطقة تأخذ دوما بعين الاعتبار »مصالح وقيم« الولاياتالمتحدة والتي تكمن حسب قولها في »ترقية الديمقراطية وحقوق الإنسان والانتصار على القاعدة و الدفاع عن الحلفاء والشركاء وكذا ضمان تموين أكيد بالطاقة«. وفي مداخلتها، تطرقت كلينتون إلى الوضع في مالي الذي يواجه أزمة سياسية وأمنية وإنسانية، واعتبرت الفوضى والنزاعات العرقية التي تسود شمال مالي قد سمحت لمنظمة القاعدة بالمغرب الإسلامي ب »التحرك في عدة مناطق آمنة باحثة عن توسيع نشاطها وشبكاتها في عدة اتجاهات«، مؤكدة أن بلادها »تستخدم كل الوسائل الممكنة من أجل مساعدة شركائنا في مكافحة الإرهاب والتصدي لمشاكلهم الأمنية«. وقالت رئيسة الدبلوماسية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة »تكثف من جهودها في مكافحة الإرهاب من خلال مساعدة بلدان شمال إفريقيا على استهداف الهياكل المدعمة للجماعات المتطرفة خصوصا القاعدة وحلفائها وغلق ملاذاتهم وقطع تمويلهم ومحاربة إيديولوجياتهم وحرمانهم من المتطوعين«. وفيما يتعلق بهذا الموضوع، أوضحت كلينتون أن قيادة الولاياتالمتحدة بإفريقيا »أفريكوم« قد تعززت مؤخرا بخبرة إقليمية وهذا بغرض »الاندماج بشكل أحسن في التصور« الخاص بمكافحة الإرهاب، مضيفة أنه على مستوى كل المنطقة »يعمل الدبلوماسيون والخبراء في التنمية والجنود جنبا لجنب«.