انتخب المؤتمر الوطني العام في ليبيا الدبلوماسي السابق، علي زيدان، رئيسا للوزراء يوم الأحد ليصبح ثاني رئيس وزراء خلال شهر يواجه التحدي الصعب المتعلق بتشكيل حكومة مقبولة من كل الفصائل الكثيرة في البلاد. ويعتبر علي زيدان، دبلوماسيا سابقا انشق في الثمانينات ليصبح أحد المنتقدين صراحة لمعمر القذافي وقد تم انتخابه في عملية فرز بثها التلفزيون بعد أسبوع واحد فقط من عزل رئيس الوزراء السابق مصطفى أبو شاقور في تصويت بسحب الثقة منه بعد ان قوبلت اختياراته للوزراء باحتجاجات من داخل المؤتمر وخارجه. وأكّد زيدان، في مؤتمر صحفي، إنه سيركز على إعادة الأمن إلى ليبيا، وأردف قائلا إن ملف الأمن سيكون أهم أولوياته لأن كل المشكلات التي تعاني منها ليبيا مرتبطة أساسا بقضايا أمنية، مضيفا أن الحكومة ستكون حكومة طواريء لحل الأزمات التي تمر بها البلاد، وأشار أيضا إلى أنه مستعد لأن يأخذ في اعتباره آراء جماعة الإخوان المسلمين في حكومته، وأن الإسلام مصدر اي فقه قانوني واي شيء يتعارض مع الشريعة مرفوض. على صعيد آخر، قال المبعوث الأمريكي الذي أوفد إلى طرابلس بعد مقتل السفير الأمريكي في هجوم استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي، إن الولاياتالمتحدة ما زالت ملتزمة بدعم ليبيا، وأكّد قال الدبلوماسي »لورانس بوب« أمس، في أولى تصريحاته منذ وصوله إلى ليبيا الأسبوع الماضي، إن واشنطن ستستمر على درب السفير كريستوفر ستيفنز الذي قتل إلى جانب ثلاثة أمريكيين آخرين خلال الهجوم على القنصلية في 11 سبتمبر. وأضاف بوب بعد محادثات مع محمد عبد العزيز نائب وزير الخارجية الليبي، إن الولاياتالمتحدة ملتزمة بشدة بدعم تطلعات الشعب الليبي الذي يسعى لبناء بلد مستقر ينعم بالسيادة والرخاء الاقتصادي، وأشار إلى أنّ بلاده مصرة على تقديم مرتكبي الهجوم الذي أسفر عن قتل أربعة أمريكيين للعدالة. يذكر أنّه تمّ استدعاء بوب من تقاعده ليتولى منصب القائم بالأعمال في ليبيا وهو المنصب الذي يمنح لدبلوماسي يمثل بلد ما في ظل غياب سفير. وكان بوب تقاعد عام 2000 بعد أن ظل يعمل في السلك الدبلوماسي لمدة 31 عاما، وهو سفير أمريكي سابق في تشاد ومسؤول رفيع في وزارة الخارجية لشؤون مكافحة الإرهاب، ويتحدث اللّغتين العربية والفرنسية بطلاقة.