أتلفت الحرائق التي عرفتها ولاية خنشلة خلال شهور جوان وجويلية وأوت الماضية، مساحة من الغابات تزيد عن 3700 هكتار حسب ما ورد في حصيلة نهائية مشتركة لكل من محافظة الغابات ومصالح الحماية المدنية بهذه الولاية. تضمنت الحصيلة التي قدمت احماية المدنية ومحافظة الغابات في آخر دورة للمجلس الشعبي الولائي بخنشلة، أنه من بين المساحة المتضررة هناك 2483 هكتار من أشجار الصنوبر والبلوط والعرعار و535 هكتارا من الحلفاء والباقي أحراش وأعشاب. ودعت الهيئتان المعنيتان إلى ضرورة إنشاء »رتل متنقل« لمكافحة حرائق الغابات وذلك نظرا للمساحة الغابية الواسعة لهذه الولاية التي تغطي 188 ألف و303 هكتار منها 42 ألف هكتار حلفاء، كما طالبت بإنجاز 10 أبراج جديدة للمراقبة وفتح المزيد من المسالك في المناطق الغابية الحساسة والمتميزة بتضاريس صعبة لاسيما بغابات »بني ملول« و»بني أوجانة« و»أولاد يعقوب«. وفي هذا الإطار دعت الهيئتان إلى دعم مخطط الحرائق الغابية في كل موسم بعمال وحراس موسميين للقيام بالأشغال الحراجية وتنظيف الرقع الغابية الصعبة لتفادي سرعة انتشار الحرائق في حالة اندلاعها قصد تسهيل التدخل السريع لإخمادها في وقتها وغيرها من المقترحات والتوصيات الكفيلة بحماية الثروة الغابية. وقد أدرج هذا المقترح بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية بالولاية في شكل توصية سترفع إلى الجهات المركزية المعنية من أجل تكفل أمثل بحماية غابات الولاية من الحرائق ومن الأضرار الناجمة عنها باعتبارها تشكل إلى جانب كونها موردا إيكولوجيا ومصدرا اقتصاديا في إنتاج الخشب وتشغيل اليد العاملة المكثفة. وأرجعت محافظة الغابات أسباب الحرائق التي لم يسبق أن عرفتها هذه الولاية بهذا الشكل، إلى إضرام النار في مواقع معينة بغرض التنزه دون إطفائها وكذا رمي السجائر على حواف الطرقات بالإضافة إلى لامبالاة منتجي الفحم وعملية جمع العسل في الجيوب الجبلية وغيرها من الأسباب التي تستدعي مزيدا من التوعية والتحسيس في أوساط المواطنين والقاطنين بجوار الغابات. وأشارت محافظة الغابات التي نوهت بالجهد الذي بذله أعوانها وأعوان الحماية المدنية في إطفاء الحرائق رغم صعوبة التضاريس وأثناء هبوب الرياح الجنوبية الساخنة والارتفاع الكبير في درجة الحرارة خلال الصيف الماضي وتحديدا في شهر رمضان، إلى هبة المواطنين لاسيما الشباب المتطوعون الذين ساعدوا أعوان كل من مصالح الغابات والحماية المدنية في إطفاء الحرائق وكذا القيام بأشغال النظافة وتنقية الرقع من بقايا الأعشاب والأشجار المحروقة. يذكر أن غابات ولاية خنشلة التي تمثل امتدادا طبيعيا لسلسلة جبال الأوراس تغطيها أشجار الصنوبر الحلبي والأرز الأطلسي على مساحة 114 ألف و604 هكتارو28 ألف و279 هكتار من البلوط الأخضر وأصناف من الأشجار الأخرى على غرار العرعار والصنوبر والطاقة إلى جانب أصناف متنوعة من النباتات الطبيعية كما تعيش فيها طيور و حيوانات برية.