أعلنت إسبانيا دعمها للمقاربة التي تقترحها الجزائر من أجل إيجاد »حلّ سلمي« للأزمة التي تعصف بشمالي مالي، وهو ما جاء على لسان كاتب الدولة المكلف بالشؤون الخارجية الذي قال إن بلاده مع ضرورة إيجاد مخرج سلمي لهذه الأزمة، مع التأكيد على وجوب التمييز بين »الإرهاب« و»الانحراف« عند التعامل مع هذا الملف. أكد كاتب الدولة الاسباني المكلف بالشؤون الخارجية، غونزاليس دي بينيتو، أن مدريد تثمن موقف الجزائر بشأن الأزمة في مالي الداعي إلى تغليب الحوار السياسي، وصرح للصحافة عقب لقائه أمس بالوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، قائلا: »إننا نثمن كثيرا تصور الجزائر التي تعد بلدا هاما في المنطقة له معرفة واسعة بإفريقيا الواقعة جنوب الصحراء«. إلى ذلك تحدّث المسؤول الإسباني عن »تطابق وجهات النظر بين اسبانياوالجزائر فيما يخص الوضع في مالي«، مشدّدا على ضرورة »ضرورة التمييز بين الإرهاب والانحراف«. وفيما يخص الصحراء الغربية أفاد دي بينيتو بأنه تم التطرق خلال هذه المحادثات إلى هذه المسألة وأنه يثمن كثيرا التصور الذي فصّل فيه عبد القادر مساهل بشأن هذا الملف. وكشف كاتب الدولة الاسباني في ذات الاتجاه أنه استعرض العلاقات القائمة بين الجزائرواسبانيا بهدف »إحراز تقدم في المفاوضات المفتوحة«، وبعد وصفه العلاقات الجزائرية الاسبانية ب »الجيدة«، أوضح غونزاليس دي بينيتو أن المحادثات تناولت أيضا العلاقات الاقتصادية لاسيما التعاون في قطاع المحروقات، واستطرد في ذات السياق بأنه »نود تعميق مختلف الملفات و تحويل اتفاقاتنا إلى شراكة إستراتيجية على ضوء الاجتماع الرفيع المستوى الذي سينعقد في جانفي بالجزائر«، مثلما تطرق الطرفان إلى ملف الجالية الجزائرية المقيمة باسبانيا المقدرة ب 60 ألف رعية. ومن جهة أخرى أعرب كاتب الدولة الاسباني للشؤون الخارجية عن إرادة بلاده في الارتقاء بعلاقاتها مع الجزائر إلى »أعلى مستوى«، مؤكدا أكد لدى وصوله إلى ان زيارته تعد »فرصة لبحث العلاقات الثنائية الممتازة« بين البلدين مبديا أمله في بذل »المزيد« من الجهود في هذا المجال، وأشار كاتب الدولة الاسباني إلى أنه جاء ليؤكد أن »الجزائر شريك استراتيجي بالنسبة لاسبانيا«، قبل أن يضيف بأنه سيتطرق مع متحادثيه إلى »تحضير الاجتماع الرفيع المستوى بين البلدين«. وقال المسؤول الاسباني إن هذه الدورة المقررة في جانفي 2013 سيرأسها الوزيران الأولان للبلدين، وتابع غونزاليس: »زيارتي ستكون أيضا فرصة للتطرق إلى القضايا الإقليمية وتلك التي تهم بلدينا والتي أبرمنا بخصوصها اتفاقات و تحظى بتوافق واسع«. وكان في استقبال كاتب الدولة الاسباني لدى نزوله بمطار الجزائر الدولي هواري بومدين الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل.