وجه منتدى الوسطية لشمال وغرب إفريقيا نداء إلى كل العلماء والأعيان والمشايخ الأمة الإسلامية عموما وعلماء الساحل والدول المجاورة خاصة، من أجل المساهمة في »إخماد نار الفتنة« في مالي والتحرك سريعا لتجنيب الساحل خطر الحرب من الخارج »وفسح المجال للحوار والإقناع وجلب الجماعات الانفصالية والجهادية المالية لمائدة الحوار«، من خلال إطلاق مبادرة شعارها »الحوار أولا والإنصاف والسلم ثانيا«. دعا نداء منتدى الوسطية لشمال وغرب إفريقيا العلماء والأعيان والمشايخ في منطقة الساحل والجوار، إلى ضرورة أن يكونوا طرفا في حل الأزمة في شمال مالي، من خلال »وضع لمستهم ورؤيتهم للحل«، وحدّد النداء الذي وقعه نائب رئيس حركة رئيس المجلس الشوري لحركة مجتمع السلم عبد الرحمان سعيدي، بصفته عضوا مؤسسا للمنتدى، الخطوات التي ينبغي على علماء ومشايخ مالي والساحل إتباعها »لحل النزاع«، وتتمثل في »العمل على تأجيل خطوة الحرب والتدخل الأجنبي في الساحل أولا وفسح المجال للحوار والإقناع وجلب الجماعات الانفصالية والجهادية لمائدة الحوار ثانيا ثم ثالثاً إجهاض كل مساعي التأزيم والتيئيس أو استغلال النزاع في أجندة سياسية خاصة وحسابات ضيقة فيها تجاوز للواقع والحقائق التاريخية والجغرافية«. ومن هذا المنطلق وجه منتدى الوسطية نداء إلى »كل العلماء والأعيان والمشايخ في أمتنا الإسلامية خاصة علماء الساحل والدول المجاورة له« من أجل »المساهمة في إخماد نار الفتنة«، مستشهدا بالآية الكريمة التي قال فيها المولى: »الفتنة أشد من القتل«، كما شدّد النداء الذي حصلت »صوت الأحرار« على نسخة منه على أولوية »تغليب الحوار والتفاهم والتفاوض وفسح الفضاء له ليسع كل الأطراف إلا من رفضه«. كما أكد النداء أنه »يجب أن تتجه جهود علماء وأعيان ومشايخ مالي ودول الساحل إلى كيفية تجنيب الساحل خطر الحرب من الخارج ونبعد عنه التفكك الداخلي«، مركزا على ضرورة أن »يدعم علماء الساحل إخوانهم العلماء في مالي والتعاون مع الحكومة المالية ودعمها معنويا لتستوعب الأزمة في مقاصدها وأبعادها المختلفة وخلفياتها لكي لا تتعثر أمام العقبات التي توضع أمامها بقصد أو غير ذلك فتنهار الدولة الوطنية فيضيع القرار السياسي السيادي«. واعتبر منتدى الوسطية لشمال وغرب إفريقيا أن »الحلول المقترحة اليوم للنزاع في شمال مالي مقتصرة غالبا في المجال السياسي والدبلوماسي الضيق والحل الأمني والعسكري في الغالب«، مشيرا إلى وجود سبيلا أخرى »يتعين انتهاجه قبل فوات الأوان«، مضيفا أن أبرز هذه السبل هو »الحوار الهادف المتعدد الأطراف ومدّ الجسور واستغلال كل ما له علاقة بالنزاع من أجل إيجاد أرضية توافق وطني في المالي«. ودعا المنتدى العلماء والمشايخ إلى »التحرك بسرعة« لإطلاق مبادرة شعارها: »الحوار أولا والإنصاف والسلم ثانيا«، مشددا على أن العلماء يملكون القدرة على الحوار وإدارته لما لهم من مصداقية شرعية مع الجميع ويتقاسمون مع الجميع في شمال المالي مرجعيتهم الشرعية وهي المنطلق في الحوار والفيصل عند الخلاف«.