دعا عبد الرحمن سعيدي، العضو المؤسس لمنتدى الوسطية لشمال وغرب إقريقيا، ورئيس مجلس الشورى بحركة مجتمع السلم، مشايخ وأعيان وعلماء لمنطقة الساحل، يدعوهم فيه بالعمل على إبطال مسعى الحرب في شمال مالي. وقال سعيدي في بيانه الذي وصفه بالعاجل، إن الحالة المالية كما تعلمون ليست حالة انفصالية في عمقها فهي للتواصل و الوحدة و الصلة أقرب لاعتبارات كثيرة ولا تحمل في عمقها خصائص الانفصال والتمزق كما هو الحال في كثير من النزاعات في العالم التي عرفت انفصالا في نهايتها"،وقال إنها"حالة تاريخية وتنموية ومؤسساتية وثقافية غير متوازنة وقعت فيها كثير من الأخطاء والمظالم ولكن هذا يستدعي منكم أيها العلماء والأعيان وقفة تاريخية حاسمة تدفعون بها عن المالي وشعبه وسائر شعوب المنطقة مخاطر الحرب ومآلاتها الوخيمة التي تترك في أمتنا عاهات مستديمة ". واعتبر سعيدي أن هذه الحرب إن حدثت لا قدر الله فالذي يدفع الثمن هم الأبرياء فيكون منهم القتلى والجرحى واللاجئون وتخرب البيوت والمنشآت والمساجد وتهدم البني التحتية وتهلك المواشي والبهائم أما الجماعات المسلحة في المنطقة يتحولون بهذه الحرب إلى أشباح تصعب مطاردتهم خاصة في صحراء الساحل الشاسعة ويقع الاستنزاف وتقام قواعد عسكرية غربية في أوطاننا وتسلب السيادة الوطنية". وخاطب سعيدي في نص النداء،فيه مشايخ وعلماء واعيان منطقة الساحل، حيث أورد فيه"ندعوكم للتحرك سريعا لإطلاق مبادرة شعارها"الحوار أولا والإنصاف والسلم نهاية..انتم دائما طرف في الحل ولستم طرفا في الأزمة". وقال عبد الرحمن سعيدي، في نص النداء"لقد عرضت قضية المالي على هيئة الأممالمتحدة وقرر مجلس الأمن فيها بإمهال الدول المجاورة والمالي نفسه مهلة وضع خريطة طريق لإنهاء النزاع لفترة 45 يوما..يجب عليكم أيها العلماء والمشايخ أن تضعوا لمستكم ورؤيتكم للحل والخطوات التي يجب إتباعها لحل النزاع أولا بتأجيل خطوة الحرب والتدخل الأجنبي في الساحل و ثانيا فسح المجال للحوار والإقناع وجلب الجماعات الانفصالية والجهادية لمائدة الحوار و ثالثاً إجهاض كل مساعي التأزيم والتيئيس أو استغلال النزاع في أجندة سياسية خاصة وحسابات ضيقة فيها تجاوز للواقع والحقائق التاريخية والجغرافية ". وأكد صاحب النداء على علماء الساحل والدول المجاورة له على واجب المساهمة في إخماد نار الفتنة بتجلية الحوار والتفاهم والتفاوض وفسح الفضاء له ليسع كل الأطراف إلا من رفضه "،وخاطبهم بلغة التأكيد التي مفادها " يجب أن تتجه جهودكم إلى كيفية تجنيب الساحل خطر الحرب من الخارج ونبعد عنه التفكك الداخل وأن يشد العلماء على يد إخوانهم العلماء في المالي والتعاون مع الحكومة المالية ودعمها معنويا لتستوعب الأزمة في مقاصدها وأبعادها المختلفة وخلفياتها لكي لا تتعثر أمام العقبات التي توضع أمامها بقصد أو غير ذلك فتنهار الدولة الوطنية فيضيع القرار السياسي السيادي". ويرى سعيدي أن منطقة شمال المالي والساحل عموما وضعا مأسويا متردي ومنزلقا خطيرا ينذر بحرب إقليمية خطيرة وطويلة المدى قد تأتي على الأخضر واليابس وتنهار معها السيادة الوطنية لكثير من الدول وما زاد في تعقيد الأمر أََن تقرع طبول الحرب باسم الشرعية الدولية و حق تدخل القوى الأجنبية عسكريا لإحلال الأمن والسلام أو إنهاء النزاع وكأن سيناريو أفغانستان وليبيا والصومال يتكرر من جديد وتنشأ في جسم الأمة الإسلامية بؤرة توتر أخرى تضاف للجراح الدامية في الأمة الإسلامية .