عاش أهالي مناطق مقطع دوز وسيدي عبد المؤمن وحي الأخوة بن شنين الإقليمي بالمحمدية في ولاية معسكر خلال الأربعاء والخميس الماضيين أوضاعا كارثية بسبب ما خلفته سيول فيضان سد فرقوق والتي جرفت الحجر والشجر على مسافة 6 كلم انطلاقا من حوض السد الذي يقع على مسافة 9 كلم عن مدينة المحمدية. وقد ارتفع منسوب المياه التي اجتاحت المناطق المذكورة إلى نحو 3 أمتار بالسكنات التي تقع في موقع منخفض بالقرب من الوادي الذي يعبر منطقة الأخوة بن شنين والذي يقطنه حوالي 15 ألف نسمة، وحسب مصدر مسؤول من وكالة تسيير السد فإن سد فرقوق لم يعد يستوعب المنسوب الذي جرفه الوادي الذي يربطه بسد بوحنيفية. مصالح وحدة الحماية المدنية بالمحمدية التي ظلت في حالة تأهب مدعومة بوحدتي سيق ومعسكر اضطر عناصرها إلى استخدام القارب المطاطي للوصول إلى المنازل التي حاصرتها المياه حيث تمكنت من إجلاء عشرات العائلات وتحويلها إلى مركز عبور يقع بمبنى المتوسطة كإجراء للنجدة تبنته خلية الأزمة التي شكلتها مصالح دائرة المحمدية. كما تم إجلاء آخرين قبل نقل 4 منهم إلى مصلحة الاستعجالات بالمؤسسة العمومية الإستشفائية بالمحمدية لتلقي العلاج بعد تعرضهم لجروح نتيجة الإنزلاقات خلال محاولتهم الترجل إلى مواقع خارج الحي، وقد سجلت مصالح الحماية المدنية انهيار 6 منازل هشة، كما تمت استعادة سيارة أحد السكان كانت قد جرفتها المياه إلى الوادي الذي ينتهي مصبه في البحر عبر منفذ يؤدي إلى سواحل مرسى الحجاج والمقطع. وقد أتت السيول على متاع وأثاث لم يتمكن أصحابه من حمله والذين فضلوا الفرار للنجاة بأبدانهم، والذين أصيبوا بحالة هلع كبيرة لما خلفته المياه الجارفة، والتي تسببت أيضا في خسائر مادية كبيرة بديوان تخزين الحبوب على مستوى منطقة سيدي عبد المؤمن تمثل حصيلة منتوجات فلاحي المنطقة. وحسب رئيس الجمعية المهنية لمستغلي مياه الري الفلاحي فإن منسوب المياه الجارفة قد بلغ حدود 75 مليون متر مكعب نتيجة للكميات الكبيرة للأمطار المتهاطلة خلال الأيام الماضية على مستوى ولاية معسكر، عكس ما كشف عنه مدير وكالة سد فرقوق الذي أوضح أن المياه المتلفة بلغت حدود 23 مليون متر مكعب استحال تجميعها في حوض السد بسبب حالة التوحل التي وصلت به إلى حدود 95 بالمائة.