يشرع اليوم الوزير الأول الفرنسي السابق ونائب رئيس مجلس الشيوخ جون بيار رافاران في زيارة إلى الجزائر هي الأولى من نوعها منذ تجديد الثقة فيه من قبل الرئيس فرنسوا هولاند لمتابعة ملف الاستثمارات الفرنسية في الجزائر وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. استبقت زيارة رافاران إلى الجزائر بأيام قليلة زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المنتظرة في 20 ديسمبر الداخل، وهو ما يعكس بوضوح اهتمام باريس بالشق الاقتصادي لزيارة الرئيس الفرنسي إلى الجزائر الذي اختار تمديد مهمة اليميني رافاران لتولي ملف العلاقات الاقتصادية بين البلدين التي يتابعها منذ أزيد من سنتين بتكليف من الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي. وينتظر من زيارة رافاران الذي سيلتقي، حسب بيان للسفارة الفرنسية بالجزائر، بعدد من المسؤولين وكذا رجال الأعمال، تحضير الملفات الاقتصادية التي ستكون محلّ نقاش بين الرئيسين بوتفليقة وهولاند في زيارة هذا الأخير التي تحظى باهتمام بالغ سواء في الجزائر أو باريس خاصة وأنها الزيارة الأولى لهولاند منذ توليه زمام قصر الإليزي في ماي الفارط، خاصة وأن زيارة رافاران تأتي في أعقاب سلسلة الزيارات التي قام بها مسؤولون فرنسيون على غرار وزيرة التجارة ووزير تقويم الإنتاج مؤخرا. وتجدر الإشارة إلى أن آخر زيارة لرافاران كمبعوث شخصي للرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي كانت في فيفري الفارط والتي بحث خلالها مع الجانب الجزائري عددا من المسائل التي كانت محلّ خلاف منها ما يتعلّق بملف إقامة مصنع لرونو في وهران وكذا مشروع الشراكة بين مجمع توتال الفرنسي وشركة سوناطراك لإقامة مصنع تقطير الأيتان بالمنطقة الصناعية أرزيو إلى جانب مشروع انجاز مصنع ثاني للأدوية للمجمع الفرنسي »سانوفي أفنتيس« و مركز للتخزين وتوزيع المنتوجات الصحية في المدينةالجديدة سيدي عبد الله. ومعلوم أن باريس تولي أهمية خاصة لزيارة هولاند إلى الجزائر وتتطلع لأن تكون الزيارة مناسبة لإعطاء دفع للعلاقات الاقتصادية بين البلدين وبشكل خاص تمكين الشركات الفرنسية من فرص للاستثمار في الجزائر، بينما يسعى المسؤولون الجزائريون لأن تكون الفرص الاستثمارية التي يبحث عنها الفرنسيون إطارا لنقل الخبرات والتكنولوجيا إلى الجزائر على غرار مشروع مصنع رونو وليست مجرد مشاريع تصدير واستيراد.