اتهم رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص فيصل عابد أصحاب المال و»البزناسية« بالسيطرة على قطاع الأدوية، وهو ما أسفر تهميش وإقصاء المهنيين الحقيقيين من المساهمة في تطوير إنتاج الأدوية، فضلا عن جملة العراقيل التي تواجه القطاع من بيروقراطية وغياب التسهيلات البنكية التي من شأنها ترقية القطاع. أكد فيصل عابد أن رهان ترقية إنتاج الأدوية في الجزائر يواجه سلسلة من الصعوبات والعراقيل التي تحول دون تجسيده على أرض الواقع بسبب ما وصفه ببيروقراطية الإدارة ومشكل العقار لفتح مصانع الأدوية، مؤكدا من جهة أخرى أن إرادة الحكومة وتصريحات وزير الصحة التي تصب في ضرورة وأولوية تشجيع التصنيع المحلي للأدوية يقابلها على أرض الواقع العراقيل التي تحول دون إنشاء المصانع وذلك في ظل غياب العقار الذي يعد حسبه المشكل الجوهري الذي حال دون بلوغ الإنتاج الوطني للدواء المستوى المطلوب، على غرار ما يقوم به أصحاب المال الذين استولوا -حسبه- على القطاع وأخذوا مكان المهنيين، مشيرا إلى أنه من بين أعضاء نقابته لم يتقدم سوى 2 صيادلة فقط من أجل إنتاج الأدوية رغم أن الجزائر تتوفر على طاقات معتبرة. وأكد المسؤول الأول عن نقابة الصيادلة الخواص في تصريح ل»صوت الأحرار« أنه رفع سلسلة من المقترحات إلى الوزارة الوصية في صدارتها تشجيع وتسهيل الإجراءات، لإنشاء المصانع وفتح المجالات على المهنيين ويقصد بهم الصيادلة لتفعيل هذا النوع من التصنيع، داعيا إلى ضرورة فتح الاختصاصات أمام الصيادلة في مجال التصنيع الدوائي، ومحذرا في نفس السياق من تجاوز العراقيل لما يمكن أن تجره من استغلال للإمكانيات الكبيرة التي تتوفر عليها الجزائر سواء تعلق الأمر منها بالمادية والبشرية. أما بخصوص فعالية الأدوية الجنيسة ومدى الإقبال عليها وتعويضها للأدوية المستوردة، قال عابد أن الجزائر ليست أول أو آخر بلد ضمن البلدان خاصة منها المتقدمة التي تبنت خيار الأدوية الجنيسة، مضيفا أنه من المفروض أن تصنيع هذه الأدوية الجنيسة قانونيا ومهنيا مطابقة للأدوية الأصلية، والاختلاف يكمن في بعض الأمور الطفيفة التي ليس لها أي تأثير، واعترف المتحدث أن بعض الأدوية الأصلية التي دخلت الجزائر من طرف مخابر عالمية قد اكتشف أن بها خلل مما أدى إلى سحبها من السوق رغم أنه كما صرح ليس عيبا أن تسحب الأدوية من السوق على اعتبار أن ذلك يحدث في البلدان المتقدمة على غرار بلجيكا التي قال أنه سحب منها ما لا يقل عن 305 دواء عقب عملية تسويقه واكتشاف ما فيه من خلل. كما أبدى عابد تفاؤله بمستقبل تطوير الصناعة المحلية للأدوية في ظل ما أسماه حسن النية وقوة الإرادة التي لمسوها لدى السلطات العليا على غرار الحكومة، مؤكدا أنه بإمكان جميع الفاعلين في قطاع الدواء من صيادلة ومنظمات وتنظيمات نقابية الدفاع عن الإنتاج المحلي للدواء والمساهمة في ترقيته وإثبات أن للجزائر قدرات وكفاءات وقطع الطريق في وجه الانتهازيين أصحاب الربح السريع الذين ولجوا القطاع وهيمنوا عليه وهمهم الوحيد مضاعفة أرباحهم على حساب المصلحة العامة.