أكد المسؤول المركزي بالديوان الوطني الجزائري للسياحة جحني لحسن، أن أغلب الجزائريين يفضلون قضاء عطلهم الصيفية خارج الوطن "منفردين" بدلا من اللجوء إلى الرحلات الجماعية المنظمة، مرجعا ذلك إلى عدة أسباب أهمها ما أسماه "طبيعة الجزائريين المحتشمة، حيث أشار إلى أن أغلبهم لا يحبذ الاختلاط ويرى من السفر جماعة تضييقا لحريته. تشهد وكالات السفر هذه الأيام إقبالا كبيرا من طرف الراغبين في السفر خارج الوطن لقضاء العطلة الصيفية، حيث تعد تونس، مصر وتركيا أهم الوجهات التي يحبذها الجزائريون بالنظر إلى الخدمات السياحية المتاحة هناك إلى جانب الامتيازات التي يحضون بها في فنادق هذه البلدان السياحية، ولقد كشف لنا العديد من أصحاب وكالات السفر بالعاصمة عن أن أغلب الطلبات تخص الرحلات الفردية على الرغم من أن ميزانية الرحلات الجماعية المنظمة غالبا ما تكون أقل تكلفة من تلك الفردية، وعن أسباب تفضيل الجزائريين لهذه الرحلات، أوضح المسؤول بالديوان الوطني الجزائري جحني لحسن الذي حدثنا نيابة عن المدير العام للديوان الذي يقضي عطلته، أن الفرد الجزائري يفضل السفر مع أفراد أسرته أو منفردا على أن يقضي عطلته رفقة جماعة من الأشخاص يعتبرهم غرباء عنه، مضيفا حول هذه النقطة أن العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع الجزائري إلى جانب ما أسماه الطبيعة المحتشمة للجزائريين تعد أهم أسباب تفضيل الجزائري السفر منفردا. من جهتها أوضحت مسؤولة بوكالة الأسفار والسياحة ريفواياج، أن بعض الجزائريين يرون من السفر جماعة حدا لحريتهم حيث سيكونون في مثل هذه الحالات مجبرين على إتباع برنامج الرحلة الذي تضعه الوكالة والذي يحدد الأماكن المعنية بالزيارة، غير أنها أشارت إلى أن بعض الرحلات مثل تلك المتعلقة ببانكوك وموسكو تستوجب توفير مرشد سياحي بالنظر إلى أن معرفة الجزائريين بمثل هذه البلدان "ضعيفة" مقارنة بباقي الدول العربية المجاورة على غرار تونس التي قالت إنها قد أصبحت قبلة الجزائريين طوال أيام السنة مشيرة إلى أن طلبات السفر إليها لم تعد تقتصر فقط على موسم الاصطياف مما جعل معظم أو بالأحرى كل وكالات السفر تضع برنامجا خاصا بهذا البلد، سواء تعلق الأمر بالرحلات الجماعية أو الفردية. وعن عدد الملفات التي يستقبلها الديوان كل سنة، أشار جحني إلى أن عدد المسافرين قد تراجع نوعا ما هذه السنة مقارنة بالمواسم الفارطة، خاصة فيما يتعلق بملفات الحج والعمرة، وهو الأمر الذي قال إنه راجع لما أسماه "المخاوف من الانتشار الرهيب لفيروس أش1 أن 1، مشيرا إلى أن الارتفاع المتزايد في عدد الإصابات بهذا الوباء إلى جانب تعليق بعض الدول للعمرة قد زاد من مخاوف الجزائريين، لتوضح الأرقام التي قدمها المكلف بالحج والعمرة على مستوى الديوان إلى أن الوكالات التابعة له قد سجلت ما يقارب 4000 طلب خاص بالعمرة، إلى جانب نحو مليون طلب للسفر خارج الوطن أغلبها خاصة طلبات قضاء العطلة في تونس.