تصاعدت في الآونة الأخيرة تصريحات قادة نقابتي »كناباست« و»إينباف« حول الحوار الجاري مع وزارة التربية الوطنية، والعلاقة التي تجمع نقابتيهما بها، وأكد الجانبان أن الوزارة الوصية ووزيرها الجديد عبد اللطيف بابا أحمد نفسه لم يبخل عليهما بالحوار والنقاش، وعاملهما كشريكين اجتماعيين، ومع ذلك كلاهما يعتقد أن الحوار الذي لا يُثمر بنتائج ملموسة ينتهي لا محالة إلى خيار الاحتجاج والإضراب، وهذا ما أقرته »كناباست« رسميا ليوم 16 جانفي الجاري، وهددت باللجوء إليه نقابة »إينباف« بداية من منتصف نفس الشهر. أعلن أمس وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد أن وزارة التربية الوطنية »باشرت معالجة النقائص التي رفعتها النقابات وعمال القطاع منذ بداية الإصلاح، من خلال ميكانيزمات أشرف عليها خبراء مختصون«، وهو بهذا يعني الإصلاح وكل ما تحقق من مطالب وانشغالات لعمال القطاع منذ تاريخ مباشرة الإصلاح التربوي سنة 2003 ، وهي الفترة التي تزامنت مع العهدة السابقة التي كان فيها الوزير السابق أبو بكر بن بوزيد على رأس الوزارة، وقد تحققت فيها بالفعل جملة من المكاسب المهنية الاجتماعية، التي لم تتحقق لأهل القطاع منذ تاريخ الاستقلال حتى الآن، ويمكن حصرها في إصدار القانون الخاص، الذي يُعتبر طفرة نوعية بدرت من حكومة جزائرية، أو قُل من الدولة الجزائرية، رغم كل ما هو مطالب به من نقائص وثغرات بخصوص عدد من بنوده ومواده القانونية التي تضمنها، لاسيما منها ما تعلق بجوانب الترتيب والترقية المهنية الداخلية، والتعويضات التي تدخل ضمن إطار المنح والعلاوات، الخاصة بعدد من الشرائح العمالية بالقطاع، وفي مقدمتها الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين، وأعوان الأمن والوقاية، والمساعدين التربويين. انطلاقا من مضمون هذا التصريح، والاستعدادات المُعبر عنها، يبدو أن آفاق الاستجابة لباقي المطالب والانشغالات العالقة بين النقابات والوزارة مازالت مُضببة، وغير واضحة المعالم رغم أن أبواب الوزير والوزارة مفتوحة على مصراعيها لكل الشركاء الاجتماعيين، وقد تعود أسباب هذا العُسر لكون الوزير نفسه لم يتمكن حتى الآن من دراسة الملفات المطروحة بالقدر الذي يُمكّنه فعليا من إقناع حكومة عبد المالك سلال، الذي هو نفسه وافد جديد على رئاستها، أو قُل وزارتها الأولى، وطالما أن أمر الطرفين كذلك ، فإنه حتى الآن يبقى من السابق لأوانه أن يتحدث الوزير بابا أحمد عن استجابات فورية لما تُطالب به النقابات، وشرائح واسعة من القطاع، فهذا الأمر بالنسبة إليه، كما هو بالنسبة للوزير الأول عبد المالك سلال يحتاج إلى وقت أطول، ويبدو أن هذا هو »مربط الفرس« عند نقابتي »كناباست« و »إينباف«، اللتين تعترفان أمام الجميع في آخر التصريحات الصادرة عن قياديتيهما الوطنيتين، بأن أبواب وزرة التربية في الحوار مفتوحة منذ مجيء الوزير بابا أحمد، وأنه لم يبخل عليهما باللقاءات وجلسات العمل. ورغم أن قناعتهما هي على هذه الحال، وأن نوار العربي المنسق الوطني لنقابة »كناباست« اعترف أمس لأحدى القنوات الإذاعية بهذه الفضيلة للوزير بابا أحمد، وقال إن الحوار مع الوزارة لم ينقطع منذ مجيء هذا الأخير، إلا أنه اشترط أن تكون للحوار ثمارهُ، أكثر من هذا قال نوار العربي عن الوزير بابا أحمد: إنه يُحسن الاستماع، وقد استمع بالفعل لانشغالاتنا ومطالبنا، إلا أن المدة التي مرت منذ تنصيبه حتى الآن نراها كافية للبث فيما رفعناه وأوصلناه له، وهو ما لم يحدث، وهو الأمر الذي جعل المجلس الوطني للنقابة في دورته الأخيرة يقرر شنّ إضراب وطني يوم 16 جانفي الجاري