أبلغ وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، نواب الجالية الجزائرية بالمهجر على مستوى المجلس الشعبي الوطني بأنه سيردّ على كافة الانشغالات التي سبق لهم أن طرحوها عليه مع مطلع الأسبوع المقبل، حيث سيتمّ لهذا الغرض عقد لقاء بين الجانبين بهدف تقديم توضيحات من السلطات الرسمية بشأن عدد من القضايا التي بقيت عالقة لسنوات مرتبطة مباشرة بالجزائريين المقيمين في الخارج. كشف النائب بالمجلس الشعبي الوطني عن الجالية، نور الدين بلمداح، أن وزير الشؤون الخارجية تعاطى بشكل إيجابي مع الانشغالات التي رفعها مؤخرا رفقة عدد من البرلمانيين المحسوبين عن الجالية الجزائرية في المهجر، مؤكدا أن اجتماعا سينعقد بمقر الوزارة الأحد المقبل للوقوف على كافة المشاكل التي تتخبّط فيها الجالية، وتوقع أن يخرج هذا اللقاء الذي وصفه ب »غير المسبوق«، ب »نتائج ملموسة« خاصة لدى إشادته بموقف مراد مدلسي حيال »حرص النواب بمثل هذه القضايا«. وكشف النائب بلمداح في تصريح خصّ به »صوت الأحرار« بأن مدلسي تلقى ملفات تفصيلية حول معاناة أفراد الجالية خلال اجتماع انعقد يوم 23 من شهر ديسمبر الماضي بمقر لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالغرفة السفلى للبرلمان، مضيفا أن رئيس الدبلوماسية الجزائرية »أبدى تفهما لما طرحناه عليه والتزم حينها بالردّ عليها في أقرب الآجال«، وقد حرص على الإشادة بهذا الموقف وخاصة »سرعة التجاوب«. وفي سياق هذا الموضوع نفى النائب عن جبهة التحرير الوطني بمقاطعة »بالما« الإسبانية، علمه بأية تفاصيل حول فحوى الردّ الذي سيُقدّمه مراد مدلسي أمام نواب الجالية في اجتماع بداية الأسبوع المقبل، ولكنه مع ذلك أشار إلى أن »المعطيات التي استقيناها منه قبل أسبوعين تترك الانطباع بأن الحكومة حريصة على التكفل بكافة المشاكل المطروحة«. وفي إجابته على سؤال طرحته عليه »صوت الأحرار« حول أهم الملفات التي تمّ إبلاغها إلى وزير الشؤون الخارجية، أفاد نور الدين بلمداح بأنها كثيرة ومتعدّدة، حيث ركّز على بعض »القضايا الجوهرية« وفي مقدّمتها ما يرتبط ب »البيروقراطية على مستوى القنصليات«، معتبرا أنه من غير المقبول أن تتعامل هذه المصالح مع معاناة أفراد الجالية بالطريقة نفسها منذ سنوات »تصوّروا أن هناك من يقطع أكثر من 1000 كلم لأجل تسليم وثائق بسيطة« على حدّ قول محدّثنا الذي أضاف: »الغريب في الأمر أنه يُشترط غالبا حضور كل أفراد العائلة للإمضاء على وثائق شكلية«. وبالتوازي مع ارتقاب أن يُعلن اليوم كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالجالية، بلقاسم ساحلي، عن إجراءات جديدة تتعلّق بتأمين نقل جثامين الرعايا الجزائريين المتوفين في الخارج، لفت نور الدين بلمداح إلى أنه »من غير المقبول« الاستمرار في إسناد هذه العملية إلى الشركة الجزائرية للتأمين »أس آ آ« دون أن يخوض في مزيد من التفاصيل، وبرأيه فإن الحلّ يكمن في اتخاذ تدابير ملموسة »تضمن حقوق وكرامة الموتى والجالية عموما«. وعلى هذا الأساس كشف بلمداح بأنه بصدد التحضير لطرح مقترح مشروع قانون يخصّ نقل جثامين الرعايا الجزائريين، ومن غير التفصيل أكثر في هذا النصّ الذي يُحضّر له النائب الشاب المحسوب عن المجموعة البرلمانية للأفلان، اكتفى المتحدّث بالإشارة إلى أن هذا المشروع »سيكون جاهزا ويرى النور خلال شهر جوان المقبل على أقصى تقدير«. وأبرز في المقابل أن وزير الخارجية على علم كذلك بمئات الموظفين المتعاقدين في القنصليات »ونحن طالبناه بإيجاد حلّ عملي لوضعيتهم حتى يكون لهم الحق على الأقل في التقاعد نظير سنوات من الخدمة«. تجدر الإشارة إلى أن اجتماع مراد مدلسي أواخر الشهر الماضي مع نواب الجالية على مستوى المجلس الشعبي الوطني، في لقاء حضره رئيس لجنة الشؤون الخارجية بلقاسم بلعباس، انتهى إلى تدخل الوزير من أجل وضع حدّ ل »سوء الفهم« الذي حصل بين هؤلاء وكاتب الدولة المكلف بالجالية الجزائرية في المهجر، وعليه من المرتقب أن يكون بلقاسم ساحلي حاضرا في اجتماع الأحد المقبل لاستكمال »تصفية الأجواء« بعد أن اتهم ب »تجاهل انشغالات النواب«.