دعت فرنسا وزعماء دول غرب أفريقيا الأممالمتحدة إلى تقديم الدعم المالي واللوجستي للقوة الإقليمية في مالي فورا، لتعزيز العمليات العسكرية التي تقودها فرنسا ضد الإسلاميين المسلحين الذين يسيطرون على شمال البلاد، مطالبة من جهة أخرى بوفاء القوى العالمية الأخرى بالتزاماتها في تقديم الإمدادات للقوات الأفريقية التي بدأ نشرها في البلاد لتحل محل الجنود الفرنسيين. طالب زعماء غرب أفريقيا أمس الأول، في بيان ختامي لقمة طارئة استضافتها ساحل العاج، الأممالمتحدة بتوفير الدعم المالي واللوجستي الفوري لنشر قوة »ميسما« الأفريقية التي من المقرر أن تتألف من 5800 عسكري. من جهته دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى تقديم التبرعات السخية لتمويل ودعم جهود حل الأزمة المالية التي تهدد الاستقرار الإقليمي، وتمثل خطرا أمنيا على الدول الأخرى من خلال تقديم التزامات في مؤتمر يعقد بإثيوبيا يوم 29 جانفي الجاري. كما حثت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إيكواس دولها الأعضاء، على البدء في إرسال تلك القوات دون تأخير، حيث بدأت نيجيريا وتوغو وتشاد في إرسال جنودهم وقال البيان الذي أعقب القمة إن بنين وغانا والسنغال وليبيريا وسيراليون وساحل العاج قد تساهم أيضا بقوات. ومن المقرر أن تتسلم البعثة الأفريقية من القوات الفرنسية مسؤولية محاربة المتشددين في مالي، غير أنها تعاني من نقص في التمويل والتخطيط والذخيرة. وقال لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي أمام القمة إن القوات الفرنسية لا تنوي أن تكون بديلا للعملية الأفريقية، داعيا المانحين إلى زتقديم التزاماتز بمساعدة البعثة الإفريقية أثناء مؤتمر دولي مرتقب حول مالي يعقد في أثيوبيا يوم 29 من الشهر الجاري. ويقوم 1400 من الجنود الفرنسيين حاليا بعمليات عسكرية في مالي، وتنوي فرنسا زيادة عددهم إلى ,2500 على أن ينشر 5300 جندي من القوة الإفريقية في مالي تدريجيا ليحلوا محل القوة الفرنسية. وأعلنت ثماني دول من غرب إفريقيا »نيجيريا وتوغو والبنين والسنغال والنيجر وغينيا وغانا وبروكينا فاسو وتشاد« مساهمتها في هذه القوة. من جهة أخرى، أعرب وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ونظيره البريطاني فيليب هاموند من لندن عن دعمهما للعملية التي ينفذها الجيش الفرنسي في مالي لقتال المسلحين ووقف هجومهم باتجاه الجنوب، إلا أنهما أكدا عدم إرسالهم أي قوات إلى مالي. وكانت الولاياتالمتحدة قد وافقت على طلب فرنسي لدعم جسر جوي من أجل تيسير نقل الجنود الفرنسيين ومعداتهم إلى مالي، ومن بين أشكال المساعدة الأخرى المحتملة تزويد الطائرات الحربية الفرنسية بالوقود في الجو أو إرسال طائرات بدون طيار في مهام استطلاعية. من جهته، قرر مجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي إرسال بعثة للاتحاد إلى مالي لتدريب وتجهيز العسكريين هناك.