اتهم الرئيس السوري بشار الأسد إسرائيل بمحاولة زعزعة استقرار بلاده عبر شن غارة على قاعدة أبحاث عسكرية خارج دمشق الأسبوع الماضي، قائلا إن بلاده قادرة على التصدي لأي عدوان. في أول رد فعل رسمي على الهجوم الإسرائيلي، قال الأسد في لقائه اليوم الأحد في دمشق بالأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي إن سوريا بوعي شعبها وقوة جيشها وتمسكها بنهج المقاومة قادرة على مواجهة التحديات الراهنة والتصدي لأي عدوان يستهدف الشعب السوري ودوره التاريخي والحضاري. ووفقا لما نقلته وكالة الأنباء السورية سانا فقد اعتبر الأسد أن الغارة الإسرائيلية تكشف الدور الحقيقي الذي تقوم به إسرائيل بالتعاون مع القوى الخارجية المعادية وأدواتها على الأراضي السورية، لزعزعة استقرار سوريا وإضعافها وصولا إلى التخلي عن مواقفها وثوابتها الوطنية والقومية. في المقابل أعرب جليلي عن ثقته بحكمة القيادة السورية في التعامل مع هذا العدوان الغاشم الذي يستهدف الدور الريادي لسوريا في محور المقاومة، وأكد دعم بلاده الكامل للشعب السوري المقاوم في مواجهة العدو الصهيوني وحرصها على التنسيق المستمر مع سوريا للتصدي للمؤامرات والمشاريع الخارجية التي تهدف إلى زعزعة أمن المنطقة واستقرارها. ومن طهران دعا قائد الحرس الثوري الإسلامي الإيراني اللواء محمد علي جعفري سوريا إلى الرد بشكل مناسب على الغارة الإسرائيلية ونقلت وكالات إيرانية عن جعفري إشادته -على هامش اجتماع ملتقى الدفاع عن أفكار وآراء الإمام الخميني- بصمود الحكومة السورية في وجه المؤامرات والاعتداءات الخارجية، وقال إن إسرائيل لا تعترف إلا بمنطق القوة ويجب التعامل معها على نحو مقاوم وحازم. من جانب آخر ندد رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان بالغارة الإسرائيلية، وعدّها خرقا غير مقبول للقانون الدولي، وقال في تصريح صحفي إن من يتعاملون مع إسرائيل على أنها الابن المدلل عليهم أن يتوقعوا أي شيء في أي وقت منها. واتهم أردوغان إسرائيل بممارسة إرهاب الدولة، واعتبر أن ما قامت به يتعارض مع القانون الدولي، وعبر عن قلقه زلأنه في هذا النوع من الحالات يمكن توقع أي سيناريو في المستقبل. في المقابل أكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ضمنا الغارة الجوية التي شنها الطيران الإسرائيلي في سوريا الأربعاء، وقال في مؤتمر الأمن الدولي بميونيخ إن زما حصل قبل أيام (...) يثبت أنه حين نقول شيئا إنما نلتزم به، وأوضح أن بلاده أكدت أنها لن تسمح بوصول أنظمة أسلحة متطورة من سوريا إلى لبنان. ورغم أن إسرائيل لزمت الصمت على المستوى الرسمي بشأن الغارة التي تقول إنها استهدفت فجر الأربعاء قافلة لنقل صواريخ للدفاع الجوي إلى حزب الله اللبناني، فإن المسؤول السابق في جهاز الأمن الإسرائيلي جيورا إيلاند أقر بأن بلاده قامت بهذا الهجوم لأسباب وجيهة. ولأشهر ظل مسؤولون إسرائيليون يرددون أنه إذا ما وقعت أسلحة كيماوية سورية أو صواريخ روسية متقدمة في يد حزب الله أو المعارضين السوريين -مع تراخي قبضة الأسد- فإن هذا قد يمثل تهديدا جديدا لإسرائيل، وهو ما وصفته حكومة بنيامين نتنياهو بأنه خط أحمر يجب عدم تجاوزه.