أوقف أربعة أشخاص صباح الثلاثاء في المنطقة الباريسية في إطار تحقيق حول شبكة لإرسال »جهاديين« إلى منطقة الساحل جنوب الصحراء الكبرى، بعد اعتقال فرنسي في النيجر أواخر أوت الماضي. وصرح مصدر في الشرطة أن الموقوفين هم ثلاثة فرنسيين- كونغوليين ومالي. وقد تم توقيفهم في إطار تحقيق قضائي بقيادة قاضي مكافحة الإرهاب الفرنسي مارك تريفيديك. وأوضح مصدر قضائي أن توقيفهم يأتي بعد أن اعتقلت السلطات النيجيرية فرنسيا يدعى سيدريك لوبو كان يسعى للوصول إلى تمبكتو. وقد تم إبعاده إلى فرنسا، حيث وجهت إليه أواخر أوت تهمة الانضمام إلى عصابة إجرامية بهدف تنفيذ مشروع إرهابي أوضع قيد الحبس الاحتياطي. وأوضح وزير الداخلية مانويل فالس أن العملية التي نفذتها الإدارة المركزية للاستخبارات الداخلية على صلة باعتقال شخص قبل بضعة أشهر، خلال الصيف، على الحدود بين مالي والنيجر. وفي نيامي قال لوبو إنه كان يريد الالتحاق بجماعات جهادية في شمال مالي، بحسب المصدر القضائي، لكنه بدا أكثر تحفظا في أقواله في فرنسا. ويعتقد أن الأشخاص الذين أوقفوا في فرنسا صباح الثلاثاء قريبون منه. وأضاف المصدر أن الرابط المهم بينهم، هو مسجد هاي-ليه-روز بالضاحية الباريسية، حيث كان يقيم الشاب قبل ذهابه إلى منطقة الساحل. وجرت عمليات دهم وتفتيش في الصباح، كما قال مصدر قضائي دعا إلى توخي الحذر بشأن هذه الاعتقالات. ولفت وزير الداخلية الفرنسي إلى زيادة عدد الفرنسيين الساعين إلى الجهاد، وقال: إن عشرات من الفرنسيين أو المقيمين في فرنسا توجهوا إلى سوريا غالبا للانخراط في مجموعات خاضعة لسيطرة تنظيم القاعدة، وهناك أيضا بعض الأفراد الذين يريدون التوجه إلى منطقة الساحل، موضحا أنه توجد على الأرجح حفنة منهم بالفعل في الساحل. وأشار إلى أنه تم توقيف اثنين خلال الأشهر الماضية أثناء محاولتهما التوجه إلى الساحل للقتال، وهما الموقوف سيدريك لوبو، وآخر في مالي. وجرى بالفعل توقيف فرنسي آخر في مالي. ففي 3 نوفمبر اعتقل إبراهيم عزيز وتارا، وهو فرنسي مالي في الرابعة والعشرين من العمر في سيفاري بوسط البلاد ونقل إلى باماكو. وكان يرغب في الانضمام إلى الإسلاميين في شمال مالي. وفتحت نيابة باريس تحقيقا في ذلك. وتابع الوزير أنه بالرغم من عدم وجود تهديد مباشر بتنفيذ اعتداء في فرنسا منذ بدء النزاع في مالي في 11 جانفي، إلا أن الشرطة الفرنسية وأجهزة الاستخبارات تبقى متيقظة. وذكر بتفكيك خلية في نهاية 2011 يشتبه في سعيها لإنشاء شبكة جهادية وتنفيذ اعتداء على متجر يهودي في سارسيل بضواحي باريس في سبتمبر الماضي. وحذر فالس أيضا من أنه من المقرر تنفيذ عمليات طرد أخرى تستهدف أئمة متطرفين. وشدد على »وجوب مواصلة هذا العمل لتفكيك هذه الشبكات التي تريد إما التحرك على أراضينا أو إرسال أشخاص إلى الجهاد«.ويعتقد أن الرهائن الفرنسيين السبعة الذين خطفوا في النيجر ومالي في 2011 و2012 على يد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعة إسلامية أخرى معروفة باسم جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، موجودون في شمال مالي.