اختطاف مواطن فرنسي في جنوب مالي يثير التساؤلات اختطف مواطن فرنسي، الثلاثاء من قبل مجهولين، وذلك بعد عبوره إلى الأراضي المالية قادما من موريتانيا، في منطقة لا تقع تحت سيطرة الإسلاميين، ولم تتضح الجهات التي قامت باختطاف الرعية الفرنسي، وقالت باريس أنها تتابع الوضع وتجري اتصالات لمعرفة مصيره، فيما أشارت مصادر فرنسية، أن عملاء للاستخبارات الفرنسية والأمريكية، قاموا في الفترة الأخيرة باستجواب أشخاص أوقفتهم مصالح الأمن في النيجر كانوا بصدد الانتقال إلى شمال مالي للانضمام إلى الجماعات الإسلامية المسلحة. أثارت عملية اختطاف رعية فرنسي في جنوب مالي في منطقة لا تخضع لسيطرة الإسلاميين، عديد التساؤلات حول الأطراف التي تقف وراء العملية، ولم تتبنى أي مجموعة العملية، وتضاربت المعلومات حول هوية الخاطفين، بين ما رجح أن تكون العملية قد نفذها مهربون لصالح الجماعات المرتبطة بالقاعدة، بينما ذهبت فرضيات أخرى، إلى القول بان العملية نفذتها أطراف تحاول الدفع باتجاه التدخل العسكري في مالي، خاصة مع تراجع الأطراف المطالبة بتدخل سريع لاستعادة شمال مالي من أيدي الجماعات المسلحة. وأفادت الوكالة الموريتانية للأنباء أمس، أن موطنا فرنسيا تم اختطافه داخل الأراضي المالية. وحسب الوكالة فإن المواطن الفرنسي» جيل بيرتو رودريغيز ليال» المولود بلوريشال (البرتغال) والبالغ من العمر 61 سنة. غادر التراب الموريتاني الثلاثاء عند الساعة 11 صباحا من نقطة عبور كوكى على متن سيارة بيجو بيضاء. وأكد مصدر أمني الموريتاني النبأ دون أن يذكر تفاصيل جديدة. وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولوند، إن مواطنا فرنسيا خطف في جنوب غرب مالي مشددا على أن الرهينة لم يتم خطفه في شمال مالي الذي يخضع لسيطرة الإسلاميين. وقال هولوند في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو في باريس «أؤكد أن مواطنا فرنسيا خطف في جنوب غرب مالي - ذلك يعني أنه لم يخطف في الجزء الأكثر خطورة.» من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه دعا مجددا الفرنسيين عدم التوجه إلى هذه المنطقة من مالي، مذكرا بان ستة فرنسيين محتجزون في منطقة الساحل لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وأضاف أن الفرنسي خطف في نيويرو قرب الحدود الموريتانية ليل الثلاثاء الأربعاء، مؤكدا أن «أي جهة لم تتبن العملية». ولم تقدم أي جهة رسمية تفاصيل عن الحادثة، وقال الصحفي الفرنسي المختص في الشأن المالي، جون بول ماري، في مقال نشره أمس على مدونته، أن الرعية المختطف توجه إلى بلدة «ديما» أين استجوبته مصالح الجمارك بسبب لوحة ترقيم سيارته الأوروبية، وتوجه بعدها إلى إذاعة محلية أين قام بإرسال رسالة الكترونية، ومع حلول المساء قرر قضاء الليلة في البلدة، وأضاف بان المختطف توجه إلى محل لبيع الشاي أين تبادل أطراف الحديث مع المتواجدين هناك، قبل أن يتوجه إلى مكان بالقرب من المحل لقاء ليلته. وحسب رواية الصحفي، ففي حدود الساعة العاشرة ليلا، اقتحم سبعة أشخاص من ذوي البشرة البيضاء (في إشارة إلى أنهم ليسوا لا أفارقة ولا من الطوارق) غرفة الرعية الفرنسي واقتادوه إلى وجهة مجهولة، وقال بان المنطقة «ليست أمنة» بحيث شهدت قبل أربع سنوات عملية اختطاف مماثلة استهدفت ايطالي وزوجته قبل أن يطلق سراحهما مقابل فدية. وتحدث المدون الفرنسي، عن «أخطاء» ارتكبها الرعية الفرنسية، الذي منح بتصرفاته الوقت الكافي لخاطفيه للتربص به واغتنام الفرصة المناسبة لاختطافه في جنح الظلام ما يجعل عملية المطاردة أكثر صعوبة وتعقيدا. مشيرا بان بعض العصابات التي تنشط في التهريب «لا تترك مثل هذه الفرصة تضيع وهي التي تبحث عن الأجانب لبيعهم لجماعات مرتبطة بالقاعدة» لاستخدامهم كورقة ضغط ضد فرنسا التي تعد اكبر الدول المؤيدة للحرب في شمال مالي، ويضاف الرعية الفرنسي إلى قائمة الأجانب المختطفين في شمال مالي بينهم ستة مواطنين فرنسيين على الأقل. من جانب أخر، كشفت مصادر فرنسية، بان وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي أي إيه» والفرنسية «دي.جي .أس أو» نشرت عملاء لها في النيجر وقرب الحدود مع مالي لتعقب الجهاديين المحتملين وتوقيف الأشخاص الراغبين بالتوجه إلى شمال مالي للانضمام إلى الجماعات المسلحة المسيطرة على الإقليم، وقالت المصادر ذاتها، أن عناصر من المخابرات الأمريكية والفرنسية قاموا باستجواب ثلاثة أشخاص اعتقلوا من قبل قوات الأمن على الحدود بين مالي والنيجر التوحيد والجهاد تطرد الطوارق من بلدة «منكا» فشلت حركة تحرير الازواد في حملتها العسكرية التي أطلقتها ضد جماعة التوحيد والجهاد، وتمكنت عناصر جماعة التوحيد المدعومة من تنظيم القاعدة وكتيبة الملثمين التي يقودها بلمختار، في صد الهجوم وطرد الطوارق من بلدة منكا التي تعد المنطقة الوحيدة التي ظلت تحت سيطرة مقاتلي الازواد، وكان تسعى لتحويلها إلى مركز لعمليات عسكرية تهدف إلى تطويق مدينة غاو التي تسيطر عليها عناصر التوحيد والجهاد. وبلغت حصيلة مواجهات سابقة بين حركتي «التوحيد و الجهاد» و»الجبهة الوطنية لتحرير أزواد» أكثر من 100 قتيل في صفوف الجانبين. وقالت مصادر محلية بمدينة تمبكتو المالية صباح أمس، أن «قوات الجبهة الوطنية لتحرير أزواد كانت تسيطر على مدينة «منكا» القريبة من مدينة غاو تم طردها بالفعل منها، لكنها ترابط على مشارف المدينة في انتظار المدد للإغارة على البلدة». وفي تطور مفاجئ، ذكرت المصادر ذاتها أن :»وحدات عسكرية تابعة لحركة «أنصار الدين» اتجهت من المدينة باتجاه مدينة غاو في شمال مالي». وأضافت المصادر أن: «أنصار الدين التي تسيطر على مدينة تمبكتو أرسلت هذه الإمدادات العسكرية لمساندة حركة «التوحيد و الجهاد» في معركتها الجارية مع «الجبهة الوطنية لتحرير أزواد» في نزاعهما على شمال مالي».