عزلت الثلوج المتساقطة وفيضان الأودية، 11 ولاية غربية وشرقية ووسطى، من خلال الطرق المقطوعة التي وصل عددها إلى 19 طريقا وطنيا وولائيا، فيما يُتوقع قدوم اضطراب جوي مصحوب بكتلة هواء بارد تتسبب في تساقط الأمطار والثلوج المرفوقة بزخّات من البرد مع انخفاض محسوس في درجات الحرارة بداية من اليوم. أدى الاضطراب الجوي الذي ساد مناطق الوطن خلال الثلاثة الأيام الماضية، إلى عزلة العديد من المدن والقرى، وإلى شلل في حركة المرور على مستوى العديد من طرقات الوطن، طبقا لما أوردته نشرة إعلامية لخلية الاتصال بالقيادة العامة للدرك الوطني. فلا تزال ولاية تيزي وزو الأكثر تضررا من سوء الأحوال الجوية التي أدخلتها الثلوج في شبه عزلة وقطعت الطريق الوطني رقم 15 الرابط بالبويرة على مستوى بلدية إفرحونان، وثلاثة طرق وطنية رقم 33 30 و.71 وجاء في المرتبة الثانية جارتها ولاية البويرة بثلاثة طرق وطنية مغلوقة رقم30 و15 و,33 ثم ولاية المدية بالطريقين الوطنيين رقم 1 و,69 اضافة الى الطريق الولائي رقم ,89 أما الولاياتالغربية المعزولة فهي تيارت ومعسكر وسعيدة، فيما كانت سوق أهراس أهم ولاية شرقية معزولة، باعتبار أن حركة المرور فيها تشهد شللا تاما عبر معظم طرقها الوطنية والولائية والبلدية بسبب التساقط الهائل للثلوج وفيضان الأودية. وقد تدخلت مصالح الحماية المدنية ووحدات الدرك الوطني لإزاحة الثلوج بالطرق المقطوعة وذلك بالتنسيق مع مصالح الأشغال العمومية والمصالح البلدية، حيث جندت جميع الآليات ووسائل التدخل لإزالة الثلوج خاصة بالجهة الشمالية من الولاية عن طريق كاسحات الثلوج والرافعات، كما تدخل المواطنون في المناطق النائية لإزاحة الثلوج باستخدام الجرارات وبعض الرافعات التقليدية، بعد أن عزلتهم الثلوج بعيدا عن مقرات البلديات ومنعتهم من قضاء حاجياتهم اليومية. رياح قوية وأمطار غزيرة بأغلب المدن الشمالية ابتداء من اليوم أعلنت مصالح الأرصاد الجوية عن نشرية خاصة لأحوال الطقس تخص أغلب المدن الشمالية للوطن الساحلية منها، والداخلية، حيث تتوقع قدوم اضطراب جوي مصحوبا بكتلة هواء بارد تتسبب في تساقط الأمطار مرفوقة بزخّات من البرد مع انخفاض محسوس في درجات الحرارة بداية من اليوم. وأوضح مصدر من مصلحة التنبؤات بالديوان أن هذا التغيّر في أحوال الطّقس سيمس بالدرجة الأولى المناطق الشمالية بداية من هذه الصبيحة، أين يرتقب تساقط الأمطار، لتنتقل تدريجيا نحو المناطق الوسطى والشرقية هذه الأمسية، حيث تتساقط الأمطار بغزارة وعلى وقع الرّعود، ومن المحتمل أن تكون متبوعة ببَرد على المرتفعات الشرقية وجبال الأوراس خلال الليل. وتتسبّب هذه الاضطرابات في انخفاض درجات الحرارة حيث ستتراوح بين 10درجة و13درجة بالمناطق الداخلية والهضاب العليا وبين 17درجة و19 درجة مؤية بالمدن الساحلية، كما ستكون مصحوبة برياح شمالية غربية قوية تتراوح شدتها بين 40 و60كلم في الساعة وتصل 70كلم في الساعة على المناطق الساحلية. ويعود هذا الانقلاب في أحوال الطّقس إلى منخفض جوي قادم من أوروبا، متبوعا بكتلة هواء بارد بدرجة 28 تحت الصفر على علو 800 متر. ومن المنتظر أن يستمر هذا الوضع في حالة الطقس نحو أسبوع كامل، حيث ترتقب مصلحة الأرصاد الجوية تسجيل تحسّن طفيف بالمناطق الغربية بداية من يوم الأحد المقبل بحول الله. المواطنون متخوفون من أزمة غاز البوتان خلقت الاضطرابات الجوية الأخيرة أزمة حادة في مادة غاز البوتان على كامل أرجاء التراب الوطني، وبعدما كانت ندرة هذه المادة الحيوية تمس في الغالب سكان القرى والمداشر النائية، التي يتم عزلهم بسبب كميات الثلوج وموجات البرد القاسية، مما يتسبب في عدم قدرتهم على توفير لوازم المعيشة الرغدة، غير أن الأزمة لم تعد مقتصرة عليهم، بل انتقلت إلى سكان العاصمة، وأصبحت تمثل لهم هاجسا حقيقيا إذ وجد العديد من سكان الأحياء الشعبية ومدن العاصمة الكبرى الذين يعتمدون على غاز البوتان، للقيام بالكثير من أعمالهم اليومية كالطهي والتدفئة خاصة، أنفسهم في رحلة بحث عن قارورات غاز البوتان، غير أن سوء الأحوال الجوية المصطحب بسقوط كميات معتبرة من الثلوج على العاصمة، ساهم في تدهور الأوضاع، وزاد الأزمة تعقيدا، حيث أجبر البعض منهم، خصوصا من لا يملكون السيارات، إلى الاستسلام للأمر الواقع، أما البعض الآخر، فقد اصطدموا بواقع أمر من الأول? سجل نقص فادح في هذه المادة، سواء بالمحلات أو على مستوى نقاط البيع المختصة، أضف إلى ذلك ارتفاع أسعارها، هذا إن وجدت، حيث وصل سعر القارورة الواحدة إلى 350 دج، في السوق السوداء، بعدما كان 230 دج قبل أقل من أسبوع، وهو الوضع الذي أثار استياء وتذمر المواطنين وفي حديث ذي صلة طمأن الرئيس المدير العام لمؤسسة نفطال سعيد أكراش المواطنين بشأن أزمة ندرة قارورات غاز البوتان، من خلال ضخ 500 ألف قارورة غاز بوتان تضاف إلى 20 مليون قارورة متداولة بالإضافة لفتح 10 مراكز تعبئة متنقلة في النقاط السوداء المسجلة منها تيزي وزو ووهران وباتنة وبجاية وسطيف، تضاف إلى المراكز الكبيرة، مشيرا أن مهمة هذه المراكز المتنقلة تكمن في »ضمان تزويد المواطنين بغاز البوتان خاصة في المناطق النائية«، حيث يمكن للمستهلك أخذ القارورة دون انتظار وصول الشاحنات، وهو المشكل الذي عشناه العام الماضي، مع التقلبات المناخية وانسداد الطرقات، في انتظار فتح مراكز إضافية أخرى في الأسابيع المقبلة- بحسب مدير عام المجمع- وضمن نفس السياق، أوضح مدير »نفطال« أن هذه المراكز المتنقلة تحتوي على خزانين بطاقة توفير 1600 قارورة والهدف من هذه المراكز تلبية حاجيات المواطنين لما تكون الطرق مقطوعة مشيرا إلى وجود 50 مركزا للتخزين على مستوى التراب الوطني