أرجع وزير السياحة والصناعة التقليدية محمد بن مرادي ،أمس، التراجع المسجل في عدد السياح المتجهين نحو الجنوب خلال السنوات الأخيرة إلى الأحداث التي جرت في دول الجوار بمالي وليبيا وتونس وحتى في مصر التي كان لها تأثير مباشر على تراجع الوافدين، موضحا أن الوزارة تعتمد في أرقامها على المعطيات التي تقدمها شرطة الحدود في دخول وخروج الأفراد، ومن هذا المنطلق أشار إلى تسجيل عبور أزيد من مليون و200 ألف أجنبي خلال 2012 من أصل أزيد من مليوني عابر، منهم 700 ألف قدموا من أجل السياحة. وذكر وزير السياحة الذي تحدث أمس على أمواج »القناة الإذاعية الأولى« أن عدد السياح القاصدين منطقة الجنوب الجزائري تراجع بالفعل وذلك لعدة أسباب أهمها الوضع الأمني السائد في دول الجوار، مؤكدا الطرح الذي تداوله أصحاب الوكالات السياحية النشطة في الجنوب الكبير وقد بدأ هذا التناقص في عدد السياح منذ سنوات، حسب الوزير، أي منذ اندلاع الأحداث التي شهدتها كل من مصر وتونس وليبيا إلى جانب ما خلفه الوضع في مالي في الأشهر الأخيرة، موضحا أنه لا يمكن الجزم بأن الاعتداء على المجمع الغازي بتيقنتورين كان سببا مباشرا في تراجع عدد السياح وذلك لأن عملية التقييم تتم بعد 6 أشهر وأكثر. وأكد في ذات السياق أن الرحلات التي كانت مبرمجة من طرف الديوان الوطني للسياحة والأسفار نحو الجنوب لم تلغ أي منها لحد الآن. وبخصوص المطالب التي كان رفعها عدد من أصحاب الوكالات السياحية النشطة في الجنوب خصوصا ما تعلق منها بالتخفيف من أعباء الضرائب بسبب »التراجع الكبير في النشاط«.طمأن وزير السياحة والصناعة التقليدية أصحاب هذه الوكالات بأخذ وضعيتهم بعين الاعتبار من خلال تحفيزات جبائية وإجراءات أخرى لفائدتهم.وذكر في هذا السياق أن خطة عمل يتم التحضير لها من أجل حث تعاضديات العمال التابعة للشركات الكبرى على غرار »سوناطراك« و سونلغاز« وكذا قطاعات التعليم والصحة وغيرها من أجل »المشاركة في التعريف بالسياحة الصحراوية من خلال إيفاد أفواج من العمال وأبنائهم للتمتع بجمال الصحراء عوض التوجه نحو الخارج«. وكشف في هذا السياق عن تنظيم سوق وطني سنوي للسياحة الصحراوية سيشرع في تنظيمه بالعاصمة هذه السنة، حيث سيكون موعدا للترويج لمختلف الوجهات السياحية في الجنوب والسياحة الوطنية على عموما، في حين أشار إلى موعد تنظيم موسم السياحة الصحراوية الذي سيكون هذه السنة في أدرار من 14 إلى 15 مارس القادم. وقال بن مرادي أن هذا الحدث الذي لم ينظم منذ عدة سنوات، »سيعود هذا العام من أجل إعطاء دفع قوي للسياحة في الجنوب« إذ سيشارك فيه عدد معتبر من المتعاملين الأجانب في السياحة، فيما سيكون الموعد مناسبة لتنظيم ندوة علمية لتقييم مسار السياحة في الجنوب، كما سيعاد فيه أيضا »بعث عدد من المسالك السياحية إلى جانب استحداث مسالك جديدة« تكون بديلا لتلك التي أشار أنها لا تعرف استقرارا أمنيا. وبخصوص العجز المسجل في العقار السياحي أعلن وزير السياحة والصناعة التقليدية عن قرار تسريع منح أزيد من 55 ألف هكتار من الأراضي المتوفرة عبر 205 مناطق للتوسع السياحي ،جزء كبير منها يوجد على الشريط الساحلي ، حسب تأكيد الوزير.»هذه العملية تأتي من أجل تسهيل مهمة المستثمرين وتمكينهم من إنجاز مشاريعهم في اقرب الآجال«.وفي سياق البحث عن سبل للقضاء أيضا على النقص الموجود في اليد العاملة المؤهلة في القطاع السياحي وقعت أمس وزارة السياحة الصناعة التقليدية اتفاقية مع وزارة التكوين المهني و التمهين من لتكوين أزيد من 50 ألف شاب خلال السنوات الثلاث القادمة.في وقت يشهد القطاع عجزا كبيرا في العنصر البشري المؤهل،حسب ما أوضح بن مرادي في الموعد الإذاعي»لقاء اليوم«.مشيرا إلى أن محتوى الإتفاق يهدف إلى توفير اليد العاملة المؤهلة لتزويد المؤسسات السياحية والفندقية الحالية وتلك الموجود في طور الانجاز.