تحتضن قاعة »الأطلس« بالعاصمة، أمسية اليوم ،الحفل التكريمي الذي تنظمه وزارة الثقافة بالتنسيق مع لوندا على شرف عميد الأغنية القبائلية آكلي ياحياتن، بمشاركة نخبة من نجوم الأغنية القبائلية على غرار لونيس ايت منقلاث ، فردي فراقي، ناصر مقداد و أمال زان. ● يأتي الحفل الذي سينطلق على الساعة الخامسة والنصف مساء بقاعة» الأطلس « بباب الوادي ،ضمن سلسلة التكريمات التي تخصصها وزارة الثقافة لعمالقة الفن الجزائري على اختلاف طبوعه ، حيث ستقدم وزيرة الثقافة خليدة تومي هذه المرة الدرع التكريمي لعميد الأغنية القبائلية » دا آكلي« عرفانا بما قدّمه من إسهامات في سبيل التعريف بالتراث الوطني وترسيخه محليا ودوليا. وسينشط هذا الحفل، المنظم بالتعاون بين وزارة الثقافة والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ، كل من الفنان القبائلي الكبير لونيس آيت منقلات وفريد فراقي وناصر مقداد، بالإضافة إلى الفنانة أمال زان، حيث سيؤدي هؤلاء الفنانون مع الفرقة الموسيقية التي ستكون بقيادة الأستاذ أحسن ناث زعيم جملة من الأغاني التي قدّمها آكلي يحياتن في مسيرته الفنية. ويعد صاحب رائعة »يا المنفي« آكلي يحياتن واحدا من أعمدة الأغنية القبائلية، إلى جانب تميّزه بأداء الأغاني الثورية التي جعلته من بين المناضلين في سبيل التعريف بالقضية الجزائرية، وهو ما كلّفه النفي من قبل السلطات الفرنسية. وقد عاش الفنان يتيما في سن مبكرة بجبال جرجرة قبل أن يذوق مرارة المنفى ويزج به في السجن إبان فترة الاحتلال بسبب دفاعه عن القضية الوطنية، وبفضل قدراته الفنية تمكّن من إصدار أكثر من 100 أغنية حقّق عدد منها نجاحا كبيرا على غرار أغنية »يا المنفي« التي ألّفها إبان الثورة التحريرية، واشتهر أيضا بأغنية »أيا كسام« التي ألّفها بعد الاستقلال، والتي تدعو إلى تجنب السقوط في متاهات نكران الجميل. الفنان من مواليد سنة 1933 بقرية أث منداس بالقرب من بوغني في ولاية تيزي وزو، هاجر إلى فرنسا عام ,1950 وكان يشتغل كعامل في مصانع »ستروان«. تربى على الأغنية الأصيلة على يد الشيخ الحسناوي وعلاوة زروقي. دخل السجن عدة مرات بتهمة جمع الأموال لجبهة التحرير الوطني . وفي آخر حفل أحياه المطرب ،أدهش محبيه وهو يبدو في صحة جيدة ولياقة يحسده عليها الكثير من الشبان. ويبدو الفنان بفضل قامته المستقيمة ونظرته النافذة وشعره الأسود وكأنه جدد شبابه رغم أن الحياة لم تكن رحيمة معه.