ينظم الديوان الوطني للثقافة والإعلام في إطار برنامجه السينمائي الخاص بشهر مارس وقفة مع أعمال الفنان الراحل عز الدين مدور من خلال عرض رائعته » جبل باية« ابتداء من ال26 مارس بمعدل 3 حصص في اليوم ليكتشف الجمهور أول الأفلام الناطقة بالأمازيغية التي أُنتجت في الجزائر . ويعد فيلم »جبل باية« من أول الأفلام الناطقة بالامازيغية التي أنتجت في الجزائر اعتباراً من عام 1997 قبل ثلاثة أعوام من رحيل عزالدين مادور الذي رصد فيه تاريخ حياة سكان منطقة القبائل في السنوات الأولى من دخول الاستعمار الفرنسي للجزائر. تدور أحداث الفيلم حول الشرف والثأر الذي كان يميز عادات وتقاليد أبناء هذه المنطقة، »باية« التي قتل زوجها من طرف ابن أحد الحكام الموالين للاستعمار الفرنسي قصد التزوج بها بعد أن أحبّها، تتسلم دية من والد القاتل، ويحاول أبناء قريتها الاستيلاء على قيمة تلك الدية، قصد إعادة بناء قريتهم التي دمرها المستعمر، بالإضافة إلى إنعاش الزراعة وتربية المواشي التي كانت مصدر العيش الوحيد لأبناء تلك المنطقة بعد أن هربوا إلى الجبال من ظلم الحكام الموالين للاستعمار. بالإضافة إلى إصرارهم على تزويجها لقاتل زوجها قصد كسب رضى الحاكم، »باية« ترفض رفضا قاطعا تلك الفكرة، وتؤكد دائما أن تلك الدية ستكون نفسها دية قاتل زوجها بعد أن يثأر ابنها الوحيد لدم والده المهدور، وذلك ما حصل بعد أن صار ابن باية شابا واستطاع بأمر من والدته أن يثأر لدم أبيه، وقتل ابن الباي في ليلة زواجه، لتكون نفس الدية التي تلقتها »باية« في زوجها، هي دية المقتول لوالده استطاع عز الدين مدور في فيلمه وبطريقة مذهلة تصوير الجانب الإنساني الذي كانت تعيشه منطقة القبائل، والتكافل الاجتماعي بين أبناء القرية الواحدة، من خلال مناظر »التويزة« في الحقول أو بناء المنازل، إضافة إلى تركيزه أكثر على الصورة والرمزية بدل التصريح المباشر، مثل استحمام الشابة في النهر الذي كان يرمز لدى سكان المنطقة لاستعدادها للزواج، أو حرق برنوسها مثلا في حالة رفض ذلك للإشارة، فإن المخرج السينمائي الراحل عز الدين مدور من مواليد 8 ماي 1947 في منطقة سيدي عيش بولاية بجاية، درس الأدب الفرنسي بجامعة الجزائر، ثم تخصص في دراسة السينما في جامعة موسكو بروسيا في سنوات السبعينيات، واستطاع بعد عودته إلى أرض الوطن أن يخرج العديد من الأفلام القصيرة للمؤسسة الوطنية للإنتاج السمعي البصري، بالإضافة إلى عدة حصص تلفزيونية وأفلام وثائقية، من بينها أعماله »الفتاة والفراشة«سنة ,1982 »كم أحبك«سنة ,1985 وقائع وحقائق ,1990 »أسطورة« ,1991 »جرجرة«,1992 ومن بين الأفلام الطويلة التي أخرجها وحققت صدى واسعا هو الفيلم الناطق بالأمازيغية »جبل باية« عز الدين رحل إلى الأبد سنة 2000 عن عمر يناهز 52 سنة، ولم يتمتع أبدا بالفيلم الذي أخرجه ولم يحتفل بالصدى الذي حققه. للإشارة، فان فيلم » جبل باية« يعرض بقاعة» الموقار« ابتداء من 26 ماري والى غاية 30 منه بمعدل ثلالث حصص في اليوم.