تستعد جمعية »أقرا و أمحو أميتي« التي تنشط على مستوى المقاطعة الإدارية ببوروبة هذه الأيام، لبعث نشاطها من جديد و بقوة بإعادة فتح أقسام لمحو الأمية على مستوى المكتبة الجديدة التي ستدشن في الأيام القليلة الماضية، أمام الدارسين الجدد و القدامى الذين يشدهم الحنين إلى مقاعد الدراسة التي انقطعوا عنها فجأة منذ سنوات بسبب انعدام المقر بعد قرار مدراء الابتدائيات غلق أبواب مدارسهم في وجوههم بسبب مشكل الرخصة الذي ظل هؤلاء يطالبون رئيسة الجمعية بها في كل مرة، و بعد تشميع أبواب دار الجمعيات ببوروبة بحجة إعادة تهيئتها لتحول إلى أغراض أخرى. و كشفت رئيسة ذات الجمعية التي ظلت تطالب بمقر أو فضاء يخصص لفتح أقسام محو الأمية الذي ظلت منذ تاريخ تأسيسه نهاية 1996 تستقطب العديد من الدارسين و الدارسات من مختلف الأعمار، أن المنتخبين الجدد و على رأسهم »المير« الجديد ساهم بشكل مباشر في إعادة بعث فصول محو الأمية بتخصيصه بصفة شخصية فضاء في مكتبة البلدية لجمعية »أقرا و أمحو أميتي « مؤكدا على ضرورة استقبال الدارسين في ظروف تليق بمهاتنا وبناتنا اللائي لم يحالفهن الحظ في الالتحاق بمقاعد الدراسة أو انقطعن عنها في الصغر لأسباب اجتماعية أو عائلية قاهرة و أبدين رغبة جامحة في فك الحروف الأبجدية رغم تقدمهن في السن بهدف قراءة المصحف الشريف وتلاوة آياته بلغة عربية سليمة . و قد ساهمت جمعية» أقرا و أمحو أميتي «منذ تأسيسها و بإمكانيات شبه منعدمة في تكوين أزيد من 200 دارس و دارسة تراوحت أعمارهم ما بين 30 سنة إلى 74 سنة و منهم من أبدى تفوقا كبيرا في اجتياز المستويات ليصل إلى المرحلة التفوق بامتياز ومنهم من أظهر استعدادا كبيرا لإتمام تعليمه الذي تعثر بسبب السن أو الظروف الاجتماعية الصعبة لهؤلاء لاسيما النساء المسنات. و اعترفت من جهة أخرى رئيسة جمعية» أقرا و أمحو أميتي « بعزمها وإصرارها على انتشال مراهقي أحياء بوروبة من شبح الإدمان على المخدرات الذي ارتموا فيه بشكل اضطراري بسبب صعوبة المعيشة في هذا الحي الشعبي الذي يعد من أفقر أحياء العاصمة و في غياب المعيل بسبب وفاة الأب، من خلال التفكير بصفة جدية في استحداث فضاءات للحوار مع هؤلاء و تقريبهم بشكل مباشر من الإدارة قصد خلق جسور تحاور بناء بهدف الوقوف على معاناة هؤلاء و الإسراع في حل مشاكلهم وعلى رأسها البطالة التي يعاني منها معظمهم من خلال تدخل السلطات المحلية أمام أصحاب المصانع المتواجدة فوق تراب البلدية لتوظيف هؤلاء ومساعدة الراغبين في خلق مؤسسات مصغرة من خلال تسهيل حصولهم على قروض من قبل وكالة» لانساج«. و أكدت ذات المتحدثة أن مهمة التقرب و التواصل مع هذه الشريحة التي أصبحت تشكل خطر على نفسها و على الآخرين و محاولة إقناعهم بالاجتماع في قاعة واحدة لطرح انشغالاتهم و مشاكلهم اليومية على المسؤولين ليس بالأمر الهين ، بسبب انقطاع كل جسور الحوار مع السلطات المحلية و اقتناع هذه الشريحة التي تعاني كل أشكال الضياع و الانحراف بغياب بدائل على المستوى الرسمي من شأنها انتشالهم من واقعهم المر، لكن هذه المهمة الجوارية رغم أنها صعبة فإنها ليست مستحيلة بسبب معرفتها الشخصية بهؤلاء الذين كبروا في محيط لم يقدم لهم أي بدائل تبشر بغد أفضل ومشرق لهؤلاء. و تعول رئيسة جمعية» أقرا و أمحو أميتي «على الإرادة الصادقة للسلطات المحلية التي أبدت استعدادها لتسهيل مهمة المجتمع المدني الذي يقوم بعمل تحسيسي وتوعوي لفائدة الفئات الهشة التي عانت على أكثر من صعيد في أفقر بلدية من بلديات العاصمة.