طالبت الجزائر من الدول العربية المشاركة في أشغال اللجنة العربية الدائمة للبريد، دعم إدماج دولة فلسطين في منظومة الشبكة البريدية العالمية، وتمكينها بالتالي من السيطرة على مواردها المالية واستعادة حقوقها ومستحقاتها الناجمة عن التبادل البريدي المباشر مع دول العالم. انطلقت أشغال اللجنة العربية الدائمة للبريد التابعة لجامعة الدول العربية، أمس، في دورتها ال 26 لمناقشة عدد من تقارير مجموعات العمل المتخصصة الرامية إلى تعزيز أسس التعاون العربي في مجال العمل البريدي. ويعكف المشاركون الممثلون ل 13 دولة عربية برئاسة الجزائر على مناقشة تقارير وتوصيات فرق العمل البريدية العربية وكذا تقرير إعادة هيكلة هذه الفرق إضافة إلى العديد من البنود التي تضمنها جدول عمل الاجتماع. وفي تدخله في افتتاح الأشغال أكد الأمين العام لوزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال محمد بعيط، أنه من شأن هذا الاجتماع »إعطاء دفع قوي لجميع الخطوات التي تخطوها الدول العربية من أجل إنجاح المشاريع الإقليمية التي نسعى إلى تحقيقيها في المجال البريدي«. وأبدى في هذا السياق رغبة الجزائر في إعادة بعث الاتحاد البريدي العربي مما سيمكن »من تحقيق الكثير في مجالات تنظيم الخدمات البريدية وتطويرها واستكمالها والعمل على توحيدها«، كما أبرز بعيط أهمية هذا الإتحاد من حيث »تنمية التعاون والتضامن وتوثيق الروابط بين بلدان الاتحاد من خلال انتهاج خطة موحدة في جميع أوجه النشاط البريدي خارج نطاق الاتحاد«. ولم يفوت المتدخل فرصة تقلد دولة قطر لرئاسة مجلس إدارة الاتحاد العالمي للبريد ليدعو الدول الأعضاء إلى الاستثمار أكثر في مجال التعاون البريدي العربي، خاصة في ظل ظفر 7 دول عربية ب 9 مقاعد في مجالس الإدارة والاستثمار في الإتحاد. وفي هذا الشأن دعا بعيط الدول العربية إلى دعم إدماج دولة فلسطين في منظومة الشبكة البريدية العالمية وتمكينها بالتالي من السيطرة على مواردها المالية واستعادة حقوقها ومستحقاتها الناجمة عن التبادل البريدي المباشر مع دول العالم. وفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش الجلسة الافتتاحية للاجتماع أعرب، عبد الرحمان بن علي العقيلي، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العالمي للبريد، عن أمله في أن تسمح هذه الرئاسة من تفعيل الدور العربي في هذا التنظيم، بما يعزز أسس التعاون العربي في مجال تحقيق خدمات بريدية نوعية. وبخصوص مشاريع عمل اللجنة العربية الدائمة التي تقوم بتنسيق علاقات المنطقة العربية مع الإتحاد البريدي العالمي، أوضح ذات المسؤول بأنها تتوزع حسب أولويات كل دولة عربية، وترتبط بالشبكة الالكترونية والخدمات القائمة على تقنيات المعلومات والاتصال ونوعية الخدمة وتنمية منتجات بريد الرسائل والطرود البريدية والبريد العاجل الدولي، ويتعلق الأمر كذلك بإصلاح القطاع البريدي وتنميته والمحاسبة والأجور إضافة إلى مشاريع المنتجات والخدمات ذات القمة المضافة. ومن المنتظر أن يخرج الاجتماع الذي يختتم اليوم، بمجموعة من التوصيات التي من شانها أن تساهم في تجسيد خدمات بريدية نوعية وذات مردود على التنمية الاقتصادية والبشرية للبلدان العربية.