تعاني المنظفات العاملات في إطار الشبكة الاجتماعية على مستوى مختلف بلديات العاصمة من مختلف أشكال الاستغلال و ''الحڤرة'' مقابل اجر زهيد لا يتعدى ال5000 دج شهريا و ملف بيروقراطي ثقيل يشترط مسؤولو التوظيف أن تكون صاحبة الحظ أرملة أو مطلقة أو يتيمة الأب أو الوالدين معا للظفر بهذا المنصب غير القار. معاناة هؤلاء النسوة اللائي اضطرتهن الظروف الصعبة للخروج للعمل لإعالة أسرهن تطول فصولها ، تبدأ منذ إيداعهن لملف التوظيف مرورا بالضغط الذي تعيشنه بسبب الحصة المحددة من هذه المناصب في إطار الشبكة الاجتماعية والممنوحة لكل بلدية وصولا إلى مدراء الابتدائيات الذين يجبرون هؤلاء المنظفات على الحضور مبكرا و تنظيف الساحات على مرىء من التلاميذ مما يشكل حرجا و تقليل من شان هؤلاء العاملات الأمر الذي اضطر الكثير من أولادهم المتمدرسين إلى مغادرة مقاعد الدراسة خجلا من عمل أمهاتهم . إحدى المنظفات العاملات بإحدى الابتدائيات في إطار شبكة الاجتماعية ببوروبة اعترفت لنا أن ابنها البكر غادر مقاعد الدراسة ليعزز جيش البطالين بعد أن سئم من رؤية والدته تنظف ساحة المدرسة بعد دخول التلاميذ إلى الأقسام أمام همزات و غمزات أقرانه الذين أصبحوا يعايرنه بوالدته الشغالة. ''طلبت أكثر من مرة ، أضافت ذات المنظفة، تحويل عملي إلى ابتدائية أخرى حتى لا يضطر ابني إلى الاصطدام كل صباح بمنظر والدته و هي تكنس وتمسح لكن قوبل طلبي في كل مرة بالرفض ليدفع ابني الثمن من مستقبله ،فأصبحت انصح المنظفات الجديدات اللائي تلتحقن للعمل معي بذات المؤسسة حتى لا تتكرر مأساتي مع أولادهن الإسراع بتغيير أولادهن إلى ابتدائية أخرى حفاظا على مشاعر فلذات أكبادهن''. القانون حدد بشكل واضح العمل في إطار عقود الشبكة الاجتماعية لكن الخوف من ضياع »خبزة الأولاد« قالت إحداهن يجبرنا نحن معشر المنظفات للعمل خارج الساعات المحددة و قبول أي تكليف مهما كان نوعه أو مصدره ،فغالبا ما تكلفن حسب اعترافات بعضهن بالأعمال الشاقة فيقمن على سبيل المثال لا الحصر يوميا بتنظيف مراحيض الابتدائيات و الساحات و مساعدة المنظفة الدائمة على مسح الأقسام بينما تتولى هذه الأخيرة بتنظيف قسم واحد بحجة أنها دائمة و أن سوط الطرد لن يمسها بينما تضطر المنظفات العاملات في إطار الشبكة الاجتماعية و بأمر من مدير الابتدائية الحضور يوميا على الساعة السابعة صباحا و العمل أكثر من زميلاتها الدائمات اللائي أدركن، قالت إحداهن، ظروفنا القاسية و خوفنا الشديد على مناصبنا لتتمادى في استغلالنا مقابل 5000دج لا تكفي حتى خبز و حليب الأطفال فنضطر لاقتناء المستلزمات الأساسية للبيت بالتقسيط من عند بقال الحي. و اعترفت لنا إحدى المنظفات التي اضطرت لاستخراج كومة من الوثائق للظفر بهذا المنصب أن المكلف بالتوظيف على مستوى إحدى البلديات اشترط عليها إظهار شهادة وفاة زوجها و أن لا معيل لأولادها الست لتكون من المحظوظات، بينما كثيرات من المطلقات اللائي لم يستلمن بعد ورقة طلاقهن رفضت ملفاتهن بسبب نقص الملف رغم أنهن أحوج من بعض العاملات الدائمات إلى هذا المنصب على الأقل حتى لا تنحرفن المنظفات العاملات في إطار الشبكة الاجتماعية طلبن بصوت واحد إعادة النظر في أجورهن الزهيدة و التي تقترب من منحة المعوق التي تعطى له في شكل إعانة من طرف الدولة بينما نشقى قالت إحداهن كل يوم لنقوم بما يعافه غيرنا مقابل راتب أصبحنا نخجل الكشف عنه عندما نسأل من طرف البعض من باب الفضول فنعيش على صداقات بعض المعلمين الذين يرأفون لحالنا أو بعض الأولياء الذين يقفون على تعبنا و شقاءنا و يصدمون عندما يعرفون ما نتقاضاه شهريا ، ذات المنظفات طالبن أيضا بتحديد قائمة حقوقهن وواجباتهن حتى لا يستغلهن أي شخص و هن في جهالة من أمرهن، مطالبات السلطات المحلية بعقود طويلة المدى حتى لا تعيشن كل مرة كابوس الخوف من فقدان مناصبهن بعد تقليص أو إلغاء حصة البلدية المخصصة في إطار الشبكة الاجتماعية.