تصاعدت في الأيام الأخيرة وتيرة الصراع بين قيادتي النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية، المنقسمة منذ مدة غير قصيرة بين رشيد مالاوي، وفلفول بلقاسم، اللذين يبدو أن صراعهما هذا لن ينتهي، وقد هدد رشيد مالاوي ب »كشف المستور« عن ممارسات السلطات الجزائرية للمدير العام لمنظمة العمل الدولية، الذي سيحل بالجزائر يوم 15 أفريل الجاري للمشاركة في الدورة ال 40 لمؤتمر العمل العربي، التي ستنعقد بالجزائر، وهو ما عبّر عن امتعاضه منه جناح فلفول بلقاسم، الذي يحوز بامتياز على شرعية السلطات العمومية. في ظل هذا الصراع النقابي المتواصل بين القيادة الوطنية لنقابة »سناباب« المنقسمة منذ سنوات بين الرئيس السابق رشيد مالاوي، والرئيس اللاحق فلفول بلقاسم، أصدرت أمس النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية، التي يرأسها فلفول بلقاسم بيانا، تسلمت »صوت الأحرار« نسخة عنه، قالت فيه: »إنها وبصفتها ضحية انتحال للصفة ورموز النقابة في إطار علني، مُفكّر فيه، وعن سبق إصرار وترصد كما هو ثابت بأدلة ووقائع مادية لتُؤكد أن الضرر يتجاوز اليوم إطار وحدود النقابة، فيما يتعلق بالمسّ بشرعيتها وشرعية هياكلها النقابية، ونشاطها النقابي، بل أدى ذلك إلى انتهاك صارخ وتحدّ للقانون، ولهيئة دولة القانون«، وهي تعني بهذا رشيد مالاوي وبقية النقابة والنقابيين التابعين إليه، وتحديدا هي هنا تشير إلى اللقاء النقابي، الذي يستعدّ له رشيد مالاوي مع المدير العام لمنظمة العمل الدولية غاي ريدر، الذي يُنتظر أن يحضر أشغال الدورة الأربعين لمؤتمر العمل العربي، التي ستنطلق أشغالها في فندق الأوراسي يوم الاثنين القادم، وكان مالاوي قد راسل هذا الأخير، وتقدم له بطلب اللقاء على هامش هذا الحدث، وهدد بكشف تجاوزات ممارسات السلطات العمومية، المقترفة في حق نقابة »سناباب«، والحريات النقابية عموما. وفي آخر ندوة صحفية نشطها مالاوي بداية الأسبوع الجاري، هدد بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر منظمة العمل الدولية بالعاصمة في حال ما إذا تعرض لأي منع من اللقاء بالمدير العام لهذه المنظمة النقابية من قبل وزير العمل، وباقي السلطات العمومية الأخرى، وهو بهذا يريد أن يُدوّل وضع نقابة »سناباب«، وأن يكشف الوضع الذي تعيشه النقابات المستقلة والنقابيين إلى كل أنحاء العالم عبر هذه المنظمة النقابية العالمية الفاعلة. وحسب ما كشف عنه رشيد مالاوي تحديدا، فإنه يهدف من وراء هذه المقابلة » فضح واقع حال النقابات المستقلة، ومجمل الانتهاكات القانونية الجارية ضد ها وضدّ ونقابيّيها في الجزائر«، وأمثلتُهُ في ذلك تقديم قائمة بأسماء أشخاص موقوفين عن العمل بسبب نشاطهم النقابي، وعدد هؤلاء هو 41 نقابيا، من ضمنهم زميله القيادي في نقابة »سناباب« مراد تشيكو، عضو المكتب الوطني المكلف بالإعلام والاتصال، الموقوف عن العمل منذ ثمان سنوات، وأزيد من 30 إطار يمثلون كتاب الضبط في قطاع العدالة، وفي الصحة، ضف إلى هؤلاء نقابيي مركز التكوين المهني بالأغواط، الذين تمّ توقيفهم الأسبوع الماضي. وبالنسبة لفلفول بلقاسم وزملاؤه في القيادة الوطنية الأخرى لنقابة »سناباب«، فإنه ليس من حق رشيد مالاوي وزملائه القيام بهذا اللقاء، وقد صوّرهم البيان الذي أصدره أمس، وهو موقع باسمه ب » الزمرة التي لا تحوز على أية شرعية، ولا سند قانوني«، وهو وزملاؤه وفق ما يُضيف البيان »يُصدرون البيانات الصحفية، ويعقدون اللقاءات العامة مع أي كان ودون قيد أو اعتبار، وهو ما يدفعنا إلى التساؤل عن طبيعة الضمانات التي يتمتع بها هؤلاء بدرجة مجابهة مؤسسات الدولة، وخرق قوانينها في العلن، وما هي الجهات الحقيقية التي تقف وراء تحريك هذه العناصر، وما هي الأهداف التي تختفي وراء الستار النقابي المزعوم«. وبالمقابل قالت »سناباب« التي يرأسها فلفول : إنها أعادت انتخاب هذا الأخير لعهدة ثانية في المؤتمر الوطني السادس للنقابة المنعقد يومي 13 و 14 جويلية 2010 ، وقد صادقت وزارة العمل على جميع نتائجه، وهي اليوم في تصحيح الصورة المغلوطة التي قالت بأنهم »سوّقوها عنها لأجندات خاصة وتستنكر الوقفة الاحتجاجية المُعلن عنها«.