قال وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الطيب لوح، أمس، إن تجربة الجزائر في مجال التأمين على البطالة »ناجحة«، وأنها كانت سباقة إلى اعتماد هذا النظام في العالم العربي، مما جعلها تعيش وضعا ماليا مريحا ساعدها على الحفاظ على استقلالية قراراتها وجنبها الضغوطات التي كانت تمارس ضدها من قبل بعض المنظمات المالية. تطرق وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الطيب لوح، خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس بفندق الأوراسي مناصفة مع المدير العام لمنظمة العمل العربية أحمد محمد لقمان، تحضيرا لانعقاد الدورة ال40 لمؤتمر العمل العربي اليوم، إلى التجربة الجزائر فيم جال التأمين على البطالة التي اعتبرها مرجعا لباقي الدول، بحكم أن الجزائر كانت سباقة لاعتماد هذا النظام في الوطن العربي، مما مكنها من الحفاظ على استقلاليتها المالية وبالتالي استقلالية قراراتها. وفي سياق متصل، كشف وزير العمل أن صندوق النقد الدولي يتوقع تراجع نسبة البطالة في الجزائر إلى 9.3 بالمائة سنة 2013، مذكرا بأرقام الديوان الوطني للإحصائيات التي أشارت إلى انخفاض نسبة البطالة في الجزائر إلى 10 بالمائة بعد ما كانت تعادل 30 بالمائة سنة 1999. وتحدث لوح عن التجربة الجزائرية، التي أوضح أنها ستطرح بكل موضوعية خلال المؤتمر بما في ذلك المحور المتعلق بارتفاع نسبة البطالة خلال العشرية السوداء، وهنا عاد الوزير للحديث عن فترة التسعينات التي عاشت خلالها الجزائر وضعا أمنيا غير مستقر تسبب في انهيار المؤسسات الاقتصادية الخاصة والعمومية، موضحا أن الحصيلة آنذاك تمثلت في تسريح أكثر من 400 ألف عامل بعد تصدع الاقتصاد الوطني. وفي نفس السياق، قال لوح إن الجزائر ستقدم خلال الدورة الأربعين لمؤتمر العمل العربي اليوم، أهم التدابير التي اتخذتها لمواجهة الظاهرة، والتي بدأت بإعلان رئيس الجمهورية سنة 1999 عن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وإعادة بعث الاستثمارات الاقتصادية ودفع المديونية مما ساعد على خلق مناصب شغل جديدة وكان تحدي الجزائر هو الحفاظ على تلك المناصب. من جهة أخرى، تحدث الوزير عن العمل الموازي مشددا على ضرورة التفريق بينه وبين الاقتصاد الموازي الذي اعتبره »المرض الذي ينخر اقتصاد أي دولة«، وهنا ذكّر الوزير بالجهود التي بذلتها وتبذلها الدولة الجزائرية لمواجهة هذه الظاهرة التي اعتبرها الأساس في غياب المنافسة النزيهة بين المؤسسات الاقتصادية بالنظر إلى تأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي المنشئ لمناصب الشغل. وفيما يتعلق بقطاع الإعلام، كشف وزير العمل أن كل الناشرين بالمؤسسات الإعلامية يصرحون بعمالهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مع تسجيل بعض الاستثناءات التي قال إن الجزائر سنت قانونا خاصا يعاقب كل مؤسسة إعلامية لا تصرح بعمالها وصحفييها. وفي حديثه عن دورة مؤتمر العمل العربي التي تحتضن الجزائر طبعتها ال40، نوه لوح بمكانة منظمة العمل العربية التي اعتبرها من الهيئة الوحيدة التي تملك ميزة تشكيلتها الثلاثية التي تميزها بالحوار والتشاور بين أطراف الإنتاج في العالم العرب، وعاد وزير العمل إلى موضوع التشغيل والتأمين على البطالة الذي قال إنه يرتكز أساسا على مدى التنمية الاقتصادية، موضحا أن المؤتمر بتشكيلته الثلاثية يسمح بتبادل الآراء والنقاش حول الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى البطالة، كما شدد على أن الحديث عن البطالة في العالم العربي يتطلب الخوض في جوهر الأسباب التي قال إنها تتعلق مجملا بالاقتصاد والاستثمارات التي تخلق مناصب شغل، مشيرا إلى أن أية محاولة للخروج بحل لمشكل البطالة خارج الاقتصاد »تعيدنا إلى نقطة الصفر«.