يمضي الإعلام الجزائري ، وخاصة الصحف الجزائرية في نصرة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الذين يواصلون معركة الحرية ، ورسم أسطورة الكرامة الإنسانية من داخل غياهب وظلمات سجون الاحتلال الإسرائيلي، فواصلت صحف الجزائر الشقيقة ثورتها ضد الاحتلال الاستعمار ونصرت أسرانا ووقفت إلى جانبهم في معركة حريتهم، رغم كل الضجيج الإعلامي في قضايا أخرى تحاول اختطاف قضية الأسرى في سجون الاحتلال. الصحف الجزائرية التي دأبت على معالجة قضية الأسرى الفلسطينيين وتسليط الضوء عليهم وعلى معاناتهم ، وكأنهم من أبناء الجزائر الشقيقة ، إنما تضرب أروع صور العروبة بالوقوف إلى جانب قضيتهم الإنسانية ، فصحف جزائر الثورة إنما تواصل مسيرة النضال في وجه الاحتلال والاستعمار أينما كان وآيا كان ، فالصحفيون الجزائريون من خلال انتصارهم للأسرى الفلسطينيين في معركتهم نحو الحرية إنما يواصلون مشوار الثوار الجزائريين الذين فجروا الثورة الجزائرية ومضوا في معركة الاستقلال والحرية مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات ، فحرية الإنسان تعني كرامته التي لا يمكن التنازل عنها مهما كانت التضحيات. فالأسرى الفلسطينيون الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية في ظلمات سجون الاحتلال ، إنما يواصلون مشوار الأسرى الجزائريين الأبطال ، الذين ضحوا بحياتهم من اجل حرية الجزائر وشعبها من الاستعمار الفرنسي البغيض ، فكان الشهيد القائد محمد العربي بن مهيدي ، الذي تعرض للتنكيل والتعذيب قبل إعدامه، وما زالت مدرسته في النضال راسخة في أذهان الجزائريين والفلسطينيين ، الذين تصدوا وقارعوا الاستعمار الفرنسي بكل شرائحهم ، فلم يسلموا من تنكيل المستعمر الفرنسي ، فكانت الأسيرة المناضلة زجميلة بو حيرد زوالمناضلة ''زهرة ظريف بيطاط'' والأخريات من المناضلات الجزائريات اللواتي قهرن الاستعمار ، وانتصرن للثورة الجزائرية ، ولم يقبلن بحياة الذل الهوان في ظل الاستعمار الفرنسي ، الذي كتب لهن شهادة ميلاد الخلود الأبدي بقرار الإعدام شقنا ، فرغم مرور عشرات السنوات عن هذه الأحداث ، ما زال الأحرار في كل العالم يتلقون أروع دروس في الحرية والكرامة من مدرسة المناضلات والمناضلين الجزائريين ، الذين اخذوا قرار شطب الاستعمار الفرنسي مهما كان الثمن ، وكان لهم الانتصار . اليوم يعيش الأسرى الفلسطينيون في معتقلات النقب ونفحة وعسقلان وعوفر والمجدل والرملة والمسكوبية والدامون نفس فصول المعاناة والتنكيل التي تعرض لها المناضلين الجزائريين في معتقلات زفرجيوةس والمحتشد والأحمر والكدية وغيرها الكثير والتي أقامها الاستعمار الفرنسي على مدار 031 عاما من عمر الاستعمار للتنكيل بالمجاهدين الجزائريين ، فمنحت هذه الأسماء شهادات العز والفخار للمناضلين الذين خرجوا منها أحياء منتصرين ، وشهادات العز والخلود لمن ارتقى شهيدا خلف أسوارها وظلماتها ، وفي نفس الوقت حمل القائمون عليها شهادات الخزي والعار ، ومازالت تطاردهم حتى يومنا لعنة الشعوب ، التي لن يفلتوا من عقابها ، وان زعموا أنهم حماة الحرية والديمقراطية ، ولم يعتذروا عن جرائمهم بحق الشعب الجزائري .يقف اليوم الشعب الفلسطيني بتحية إجلال وإكبار إلي الصحفيين والإعلاميين الجزائريين ، الذين يقفون إلى جانب أسرانا الفلسطينيين في معركة الحرية والكرامة ، من خلال تخصيص ملاحق خاصة بالأسرى الفلسطينيين في صحفهم ، وكذلك المشاركة الإعلامية الواسعة في الإعلام الجزائري في إحياء يوم الأسير الفلسطيني خلال أيام ، وإصدار ملاحق خاصة بهذا اليوم . اليوم تتواصل الثورة الجزائرية المظفرة وتقف بأقلام وإعلام الصحفيين الجزائريين إلى جانب أسرانا في سجون الاحتلال ، فرغم انشغال العالم وإعلامه بالقضايا العربية الساخنة والملتهبة في عالمنا العربي ، إلا أن هؤلاء الصحفيين ما زالوا يتطلعون إلى نصرة الأسير الفلسطيني ، حتى لا تتكرر مأساة زبو حيردس وسظريفةس ومهيدي ، غيرهم الملايين من الأسرى الذين مورست بحقهم الاعتقالات العشوائية التي قام بها الاستعمار الفرنسي . تحية لصحفيي الجزائر ، وتحية للشعب الجزائري التي يكتب بأقلام الصحفيين الجزائريين ثورة جديدة على ظلم الاحتلال الإسرائيلي ، وانتصارا لأسرانا وشعبنا في شقوقه المشروعة. الحرية لأسرانا البواسل