اختتمت، الإحتفالية الخاصة بالذكرى الأربعين لتأسيس »لوندا« الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، والتي بُرمج خلالها العديد من الأنشطة الثقافية والفنيّة المنوعة والتي جمعت مختلف الفنانين والمبدعين بالإضافة إلى تنظيم حملات توعية بأهمية حماية الملكية. خصص، الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، برنامجا خاصا للاحتفال ب 40 سنة منذ تأسيسه، وكذا للاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية المصادف ل 26 أفريل، وذلك من خلال لمّ شمل الفنانين والمثقفين، وشارك في هذه التظاهرة 54 مؤسسة عمومية وثقافية، على غرار الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي والديوان الوطني للثقافة ومحافظة مهرجان الفيلم الأمازيغي، بالإضافة إلى منتجين ك«إيزم» و»دونيا»، ودور نشر مثل «القصبة»، «ثالة»، «ألفا» وغيرها من المؤسسات التي تنسق مع الديوان الوطني للحقوق والحقوق المجاورة لمكافحة ظاهرة القرصنة، على غرار الدرك الوطني والأمن الوطني. كما عرفت الاحتفالية تنشيط العديد من السهرات الفنيّة التي أحياها ثلّة من نجوم الغناء الجزائري على غرار تاكفاريناس، والشاب بلال، أمال بانت، قادير الجابوني، حكيم صالحي، لطفى دوبل كانون، كوثر وغيرها ، إلى جانب تسع فرق غنائية قادمة من بشار ، ورقلة ، قسنطينة، تمنراست والتي قدمت أجمل ما لديها للتعريف بالفلكلور الجزائري وتقريب الجمهور بالموروث الذي تزخر به كل منطقة . وقد عرفت الاحتفالية حضور مميز للفنان المغربي عبد الوهاب الدوكالي، والفنانة التونسية صونيا ضيفا شرف. ودعا المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة سامي بن الشيخ الحسين، في هذا السياق، إلى ضرورة خلق وتفعيل المبادرة لحماية الملكية الفكرية في أي مجال أدبي فني، إبداعي، مُشيرا للعدد الكبير الذي يسجله الديوان سنويا، إذ وصل عدد المؤلفين حوالي 900 ألاف مؤلف، كما تشهد » لوندا« ارتفاعا كبيرا في عدد المنتجين لحماية التأليف، قائلا »الحماية الفكرية مكسب كبير للثقافة في بلادنا«. وكان في ختام مسك التظاهرة، التي استقطبت عدد كبير من المهتمين في المجال و لاكتشاف الفضاءات الثقافية والفنية المتنوعة ،الفنان محمد لمين، إلى جانب فرقة » إمزاد«، القادمة من تمنراست ، فرقة «هارمونيكا»، وفرقة «فريكلاين» و»بابيلون». ويسعى القائمون على المؤسسة لإشراك المهتمين بهذا المجال من أجل حماية ممتلكاتهم الفكرية من القرصنة التي أضحت السبيل الوحيد لكثير من الأشخاص، الذين يستغلون ممتلكات الآخرين بطرق سهلة وسريعة، كما أنّ الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة يفتح أبوابه يوميا أمام المبدعين الجزائريين لتوجيههم وتعريفهم بأهمية حماية الملكية الفكرية. وتجدر الإشارة، أن وجود حماية المصنفات الفكرية كانت موجودة منذ سنوات الأربعينيات حيث اهتم الاحتلال الفرنسي بهذا الجانب، حيث فتحت مكتبا لحقوق التأليف فكانت هناك وصاية مؤسسات فرنسية كالمؤسسة الفرنسية للمؤلفين والمنتجين »ساسام« والمكتب الإفريقي لحماية المؤلف إلى غاية تأسيس الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، ففي سنة 1973 تم إصدار نصين، الأول يتعلق بحماية حقوق المؤلف والثاني يتعلق بإنشاء الديوان الوطني لحقوق المؤلف، وقد تأسس في ظروف مواتية، ونص 1973 كان منبثقا عن اتفاقية برن لحماية المؤلفات الأدبية والفنية، بعدها في سنة 1997 جاء تشريع آخر بتعديلات كثيرة، منها إدخال الحقوق المجاورة والنسخة الخاصة، وضاعفت في العقوبات، وأصبحت أكثر صرامة للاعتداءات على حقوق المؤلف سواء كان تقليدا أو القرصنة، وهو نص مطابق لبنود اتفاقية روما المتعلقة بحماية الفنان المؤدي، والمنتجين للأعمال الفنية والسمعية البصرية. وفي سنة ,2000 شُرع في حماية الحقوق المجاورة، وكانت الجزائر من بين الأوائل في إفريقيا من طبّق الحقوق المجاورة بنص قانوني تشريعي واضح، وكذلك النسخة الخاصة، التي تساهم في مداخيل الديوان ب 70 بالمائة، الأمر الذي سمح أن تمتلك صحة مالية جيدة لفائدة المؤلفين والفنانين.