تهافت سكان ولاية وهران، أوّل أمس، على الترامواي، حيث امتلأت العربات عن آخرها ذهابا وإيابا، وتحوّل المشروع الذي أشرف على تشغيله التجاري رسميا وزير النقل عمار تو يوم الفاتح من ماي، إلى وسيلة للسياحة والنزهة واكتشاف نوعية الخدمات المقدمة. أخيرا تخلص سكان وهران من زحمة المرور والاختناق على مستوى حافلات النقل الحضري، إذ بدخول الترامواي كوسيلة عصرية أضيفت وسيلة نقل جديدة تنافس باقي الوسائل من حيث الخدمات. وكان وزير النقل عمار تو خلال إشرافه على التشغيل الرسمي لترامواي وهران قد صرّح بأنّه من أكبر المشاريع في البرنامج الخماسي، حيث تمت عملية تدشين الاستغلال التجاري في أجواء بهيجة عبّر عنها الوهرانيون بفرحة عارمة وحشود تجمّعت لتشهد على إطلاق هذه الوسيلة الحضرية. وتمّ تشغيل الترامواي بعد 4 سنوات من الإنجاز، إذ انطلقت الأشغال في سنة ,2008 وتأخّرت لمدّة سنة بسبب مشاكل تتعلق بالأرضية وأنابيب الماء والغاز، ومن المنتظر تمديده من 7,18 كلم حاليا إلى حوالي 48 كلم على 3 محاور إلى غاية مطار السانيا الدولي والقطب الجامعي بلقايد وحي الحاسي، حيث إنطلقت الدراسات وكذا تلك المتعلقة بمشروع الميترو الذي ستنطلق الأشغال به بداية سنة .2014 وصرّح الوزير بأن هذه المشاريع من شأنها التخفيف من الزحمة المرورية عبر معظم ولايات الوطن، مشيرا بأن هناك 1,7 مليون مركبة تجوب شوارع وطرقات الجزائر، وهذا يعد ثلاثة أضعاف ما هو موجود في البلدان المجاورة، كما قال أنه تم استيراد أكثر من 600 ألف سيارة، وخلال الثلاثي الأول من السنة الجارية تم إستيراد أكثر من 150 ألف سيارة، مما يصعب ويعقد تسيير حركة المرور بالمدن الكبرى للجزائر منها سيدي بلعباس التي ستنطلق بها خلال السنة الجارية أشغال الترامواي، إلى جانب مستغانم وورقلة، يضاف إليهم ترامواي سطيف، عنابة، باتنة ومشاريع لإنجاز هذا النوع من وسائل النقل بكل من بسكرة، بشار، الجلفة، سكيكدة و تبسة وبجاية وتلمسان، وهي المدن التي يتجاوز عدد سكانها 200 ألف نسمة. هذا وبمناسبة اليوم العالمي للعمال، كشف الرئيس المدير العام لمؤسسة )سيترام( الفرنسية المسيرة لترامواي وهران أنّ عقد الاستغلال مدته 10 سنوات، كما تم توظيف 2300 عامل جزائري من بينهم 650 شابا عن طريق وكالة التشغيل )أنام( من الجامعيين وذوي الكفاءات، والذين يتلقون تكوينا خاصا كل حسب منصبه مؤكدا أنه يمكن فتح مناصب أخرى في حال توسيع هذه المشاريع وإطلاق المشاريع الجديدة. للإشارة فإن المشروع كلف ميزانية قدرها 56 مليون دج ويمتد الشطر الأول على مسافة 7,18 كم يتوقف في 32 محطة ويقضي 7 دقائق ما بين محطة وأخرى. ويعمل من الخامسة صباحا إلى غاية الحادية عشر ليلا ونصب على طول المسافة 158 كاميرا للمراقبة التقنية والأمن. كما تنتشر نقاط بيع التذاكر عند كل محطة، حيث مبلغ التذكرة الواحدة هو 40 دج وعند إقتناء 10 تذاكر ينزل السعر ليصل 32 دج في إنتظار التذكرة المغناطيسية ب 30 دج والتي ستدخل الخدمة في أكتوبر القادم، حيث سيستفيد منه 90 ألف راكب يوميا على متن 30 عربة، وهذا بسرعة 20 كم في الساعة مما يجعل الرحلة الواحدة تستغرق 47 دقيقة على طول المسار. وبالتالي سيكون للترامواي أثر كبير على سلوكيات المواطنين وعاداتهم في الخروج، حيث أنّ تشغيله من الخامسة صباحا إلى غاية الحادية عشر ليلا، سيضمن النقل شتاء وصيفا، خصوصا وأنّ المسار مدعّم بفرق أمن وحراسة من الشركة المسيّرة بالتنسيق مع مصالح الشرطة إضافة إلى كاميرات المراقبة، كما ستشّجع الأجواء الجديدة على فتح المحلات التجارية ليلا خصوصا في فصل الشتاء وبالتالي إنعاش الحركة التجارية والسياحية إضافة إلى تخفيف حدّة المواصلات ومشاكل الاكتظاظ داخل حافلات النقل الحضري وأزمة سيارات الأجرة التي ارتفعت تسعيرتها إلى حدود غير مرضية.