أكد ساعد دامة الرئيس المدير العام لشركة الهاتف النقال العمومية »موبيليس« أن شركته شرعت فعلا في مسار الدخول إلى بورصة الجزائر، مبرزا النتائج الإيجابية التي تحققها شركته في مجال الاستثمار والأرباح، ليشدد في حوار مع ''صوت الأحرار'' على أن ''موبيليس'' شركة وطنية ناجحة في خدمة الشعب الجزائري وأرباحها ينتفع بها الجزائريون وحدهم. ¯¯ سجلت شركة موبيليس نموا إيجابيا سنة ,2012 هل واصلت الشركة نفس الوتيرة ونحن في نهاية النصف الأول من 2013 ؟ ● بالتأكيد، فقد أنهينا سنة 2012 بنسبة نمو يمكن وصفها بالإستثنائية مقدرة ب4,11 بالمائة، وبالنسبة للسنة الجارية، فإنه بالمقارنة مع الثلاثي الأول من السنة الماضية، فسجلنا ارتفاعا مقدرا ب36,25 بالمائة. من ناحية نسبة الأرباح المحققة، فقد وصلنا إلى 12 مليار دينار سنة ,2012 وحققنا 6,7 مليار دج في الثلاثي الأول من السنة الجارية، مع الإشارة إلى أن أرباح الثلاثي الأول تلك لم تخضع بعد للضرائب والرسوم. كل هذه الأرقام تثبت بأننا نحقق نسبة نمو معتبرة، ويجعل من الشركة في ريادة الشركات الوطنية سواء من حيث الاستثمار أو نسبة الأرباح. من ناحية عدد المشتركين، فقد وصلنا إلى حوالي 12 مليون مشترك، وهو ما يجعلنا في المرتبة الثانية من بين متعاملي الهاتف النقال، ولكن حضيرتنا من زبائن الدفع البعدي تعدت المليون مشترك، وهو ما يمثل 10 بالمائة من الحظيرة الوطنية. كما أن شركة موبيليس متعاقدة مع 90 ألف شركة اقتصادية، نوفر لهم خدمة الهاتف والخدمات الأخرى المتعلقة بتكنولوجيات الاتصال، كما أننا تمكنا من عقد اتفاقيات شراكة في هذا المجال مع كبريات الشركات الاقتصادية والتنظيمات الجماهيرية، ففي السنة الجارية فقط تمكنا من عقد شراكة مع شركة سوناطراك، وكذلك وزارة التربية، بالإضافة إلى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ، ومؤخرا مع الإتحاد العام للفلاحين الجزائريين، ولكم أن تتصوروا واقع تلك الاتفاقيات على الشركة من حيث رفع عدد مشتركيها، بالإضافة إلى الفائدة التي ستعود على عمال كل قطاع. إن هدفنا الرئيسي هو تعميم استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في كل المجالات ولمختلف شرائح المجتمع دون استثناء. ¯¯ اعتمدتم مؤخرا استراتيجية جديدة في الاتصال مع زبائنكم، من خلال اللقاء المباشر مع أكبر الزبائن، هل لنا من توضيحات في هذا الشأن ؟ ● بالطبع، نحن نعمل على التقرب من زبائننا سواء من الأشخاص والشركات، في إطار ما أطلقنا عليه من اسم »النادي الذهبي«، يرتكز على جمع زبائننا من مختلف الولايات، في لقاء لتكريم أفضل الزبائن، وإنما أيضا للاستماع إلى انشغالاتهم، بخصوص الخدمات التي نقدمها، مثلا منذ أسبوع فقط، التقينا بزبائننا من 11 ولاية من ولايات الغرب، وكان هناك حوار صريح بيننا، مكننا خاصة من معرفة النقائص والوقوف على جملة الملاحظات التي قدمت لنا من الزبون مباشرة، وهي طريقة من شأنها تحسين مستوى الخدمة التي نقدمها. ¯¯ لقد أعلنتم خلال لقاء تلمسان، بأن شركة موبيليس ستدخل بورصة الجزائر، متى سيتم ذلك، وهل ستكون عبارة عن عملية شراء أسهم، أم سندات قرض ؟ ● نعم لقد قمت بتأكيد، ما قررته الدولة باعتبارها المالك لشركة موبيليس، لخوض تجربة الدخول في بورصة الجزائر، وهذا الخيار لديه دلالات كبيرة، متعلقة بالمصداقية والشفافية التي تتمتع بها موبيليس كمتعامل اقتصادي ناجح، لأن الدخول إلى البورصة يتطلب شروطا أهمها المصداقية والشفافية في التسيير وهو ما نحوز عليه. إن دخولنا سوق البورصة، سيمكننا وهو الأمر الأهم بالنسبة لنا من رفع مستوى المواطنة باعتبارنا شركة وطنية، كل أرباحها تبقى هنا في الجزائر عكس منافسينا، لا نقول على سبيل المغالاة، ولكنها الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، فنحن شركة جزائرية في خدمة المواطن الجزائري، وتعود بالفائدة على اقتصاد الوطن، لأن الأرباح التي سنحققها عند دخول البورصة سيستفيد منها المواطن الجزائري أو عمال الشركة. وما يهمني أيضا تمكين العامل بالشركة من شراء أسهم والاستفادة من الأرباح، وهو ما سيحفزهم على العمل وسيحسن مستواهم المعيشي، ونفس الشيء بالنسبة لزبائننا. وأنا متأكد من شيء آخر أيضا، هو أن دخولنا إلى سوق البورصة، سيحفز بورصة الجزائر، لأن دخول شركة بحجم موبيليس سيشجع المتعاملين الاقتصاديين الآخرين سواء الخواص أو العموميين إلى اتخاذ نفس الخطوة. أما بالعودة إلى سؤالك، فإن دخول البورصة سيكون عن طريق طرح أسهم للبيع، في حين متى سيتم ذلك، فانا أفضل أن أقول بأن مسار دخول البورصة يتطلب مراحل مختلفة، ولقد شرعنا بالفعل في المرحلة الأولى التي تتمثل في مرحلة التقييم التي يقوم بها مكتب دراسات، من اجل الوقوف على جميع الأمور المتعلقة بتسيير الشركة، والنتائج التي حققتها في السنوات الماضية، كما سيدرس المكتب مخطط العمل المستقبلي، بالإضافة إلى دراسة إمكانياتنا البشرية وقدراتها وهو أمر جد هام في هذا المسار. ¯¯ هل هذا يعني أنه من الممكن أن تدخل موبيليس البورصة سنة 2014 ؟ ● قلت لكم إنني أفضل أن لا أقدم أي تاريخ محدد، والاكتفاء بالقول بأن مسار الالتحاق بالبورصة قد بدأ فعلا. ¯¯ بالنسبة لنتائج ,2012 هل كانت هناك تحفظات من طرف محافظ الحسابات حول نتائج الشركة ؟ ● نحن نعمل مع محافظين اثنين، الأول أنهى مهمته في انتظار تقرير المحافظ الثاني، على أن يتم عرضها على مجلس الإدارة، مع الإشارة إلى أن لدينا مهملة إلى غاية نهاية شهر جوان للقيام بذلك. ولكن نؤكد لكم بأن نتائجنا المحققة مثلا بالنسبة لسنة ,2011 فقد صادق محافظ الحسابات ولم يقدم آية تحفظات. ¯¯ نعلم أن شركة موبيليس خصصت ملياري دولار كاستثمارات إلى غاية ,2016 ما ذا تحقق من تلك الاستثمارات وما تبقى منها ؟ ● إننا عندما أعلنا على المخطط الخماسي 2011 -2016, أكدنا أنه سيتركز على تطوير شبكتنا، وإعادة تأهيلها، وهو ما يخص شبكة التغطية، وأرضية الخدمات، بالإضافة إلى التحضير لإطلاق تكنولوجيات حديثة، وهو ما أقصد به خدمة الجيل الثالث التي باشرنا فعلا في تطويرها، حتى قبل إصدار دفتر الشروط. وهو ما يعني أننا نعمل حاليا على تجهيزنا بالتجهيزات المتعلقة بخدمة الجيل الثالث، وهو ما سيكسبنا الكثير من الوقت إلى غاية أن نتقيد بدفتر الشروط الذي سيحدد التزاماتنا وواجباتنا والمناطق التي لابد أن نشرع في توفير خدمة الجيل الثالث بها. ¯¯ وماذا عن آخر الخدمات التي ستطرحونها في السوق ؟ ● هناك اللوحة الذكية الخاصة بموبيليس، بالتعاون مع شركائنا في شركة هواوي، أحد أهم ممولي موبيليس بالمعدات، حيث سنطرحها بسعر تنافسي لن يتعدى 19 ألف دج. وهنا لا بد أن أشير إلى أننا اعتمدنا أيضا على وسيلة جديدة في الاتصال من خلال سلسة سويتشرز التي تبث على التلفزيون العمومي، من إنتاجنا، حيث تبرز السلسلة الخيالية عل دور تكنولوجيات الإعلام والاتصال في المجتمع، وقد حققت التجربة نجاحا كبيرا وحققنا نسبة مشاهدة قياسية سواء على التلفزيون أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما يدل على اهتمام المواطن بآخر تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وهو ما يدحض ادعاءات بعض المتعاملين الآخرين الذين جاؤوا للجزائر من أجل ربح المال وفقط، فقد ألمني ذات مرة ملاحظات أحد مسؤولي تلك الشركات، عندما قال إن المواطن الجزائري مازال قاصرا، وسنوفر له الخدمات القاعدية فقط في مجال الإعلام والاتصال، وهو ما حز في نفسي كثيرا، وما حققناه بفضل سلسلة سويتشر يدحض تلك الإدعاءات. ¯¯ لقد أعلنت الرابطة الوطنية لكرة القدم دخول عدد من المتعاملين في مجال المساهمة في الأندية الكروية، ولقد كانت لكم تجربة في هذا المجال، هل يمكن أن نرى موبيليس في الموسم الكروي القادم راعيا لأحد المنتخبات ؟ ● لابد من أن أذكر شيئا مهما وهو أننا جزائريون حتى النخاع، صحيح كانت هناك بعض الصعوبات فيما تعلق بتمويل المنتخبات الرياضية، لكن منذ ,2012 اعتمدنا إستراتيجية، حيث رافقنا اللجنة الأولمبية في اولمبياد لندن، والآن نحن نمول البطل الجزائري رشيد مخلوفي الذي أصبح سفيرا لعلامتنا التجارية، وسنرافقه إلى غاية أولبمياد البرازيل. أما بخصوص كرة القدم، باعتبارها اللعبة الأكثر شعبية، فقد قررنا شراء حقوق بث أعرق البطولات الأوربية ألا وهي البطولة الإنجليزية، على قناة التلفزيون العمومي، حيث نمكن المشاهدين من مشاهدة تلك البطولة مجانا. ¯¯ لكن ألا تعتبرون أنكم الغائب الأكبر عن الفريق الوطني؟ ● لقد أثرت نقطة مهمة، إن مسألة تمويل الفريق الوطني لكرة القدم، كان يجب أن تكون من حقنا، حتى عندما جددت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم عقدها مع متعامل ثان، لم تقم باستشارتنا ولم يتم حتى سؤالنا عما إذا كنا راغبين في تمويل الفريق من عدمه، إننا كمتعامل تاريخي نرى أنه نحن الأولى بتمويل الفريق الوطني، انطلاقا من كوننا شركة جزائرية مائة بالمائة متجذرة في أوساط المجتمع وفي خدمة هذا الشعب ورموزه التي من بينها الفريق الوطني الذي يحمل الألوان الوطنية. ¯¯ في نفس إطار التمويل، هل ستواصلون دعم المشاريع الخيرية؟ ● بالطبع، لقد عمدنا في السنوات الأخيرة على تمويل عدد من الحملات الإنسانية، كحملة الكشف عن السرطان في مختلف الولايات، وسنواصل ذلك. ¯¯ لقد أنشأتم جائزة سنوية للصحافة، هل لنا من تفاصيل حول هذا المشروع؟ ● إن قرار إنشاء جائزة سنوية للصحافة، وبخاصة للمقالات الصحفية المتعلقة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال، جاءت مباشرة بعد إقرار رئيس الجمهورية يوم 22 أكتوبر يوما وطنيا للصحافة وحرية التعبير، من هذا المنطلق باشرنا في المشروع الذي سيتضمن لجنة للقراءة لتحديد شروط وكيفيات المشاركة في المسابقة السنوية. وهنا أحيي الصحافيين الجزائريين الذي رافقوا الشركة منذ إنشائها.