أحكم الجيش السوري السيطرة بشكل كامل على مدينة القصير وضواحيها، بعد أن قام ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء بهجوم مفاجئ على محور بساتين الجوادية القريبة من القصير، الأمر الذي ساعده في فرض السيطرة على كامل الجزء الجنوبي الغربي من القصير والوصول إلى تخوم الحي الشمالي الغربي من المدينة. وقالت تقارير إعلامية إن سلاح الجو مهّد للهجوم بقصف كافة المحاور واستهدف تجمعات كبيرة للمعارضة المسلحة في حي التركمان، وأكدت التقارير مقتل العشرات من المسلحين وفرار ما تبقى منهم باتجاه المناطق الشمالية في الضبعة والبويضة الشرقية، وأضاف مسؤولون بالجيش السوري أن المسلحين اصطحبوا خلال هروبهم إلى البويضة الشرقية رهائن من المدنيين كانوا لديهم سابقا. ودعت القيادة العامة للجيش السوري سكان القصير للعودة إلى بلدتهم كما وأصدرت بياناً أكدت من خلاله إعادة الأمن والاستقرار إلى منطقة القصير وتطهيرها من رجس مما وصفته »رجس الإرهابيين« بعد سلسلة من العمليات الناجحة التي نفذتها في المدينة وفي القرى والبلدات المحيطة. ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن البيان قوله إن النصر الذي تحقق هو رسالة واضحة إلى جميع الذين يشاركون بالعدوان على سوريا وعلى رأسهم كيان العدو الصهيوني وعملاؤه في المنطقة بأن القوات المسلحة مستعدة دائما لمواجهة أي عدوان، وأضاف البيان أن الجيش مستمر في معركته ضد الإرهاب لإعادة الأمن والاستقرار، داعيا المسلحين إلى إلقاء السلاح. في سياق آخر، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن استخدام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لترجيح كفة المعارضة السورية والمتطرفة بالذات لا يساعد في إيجاد مخرج من الأزمة القائمة، وأضافت الوزارة في بيان نشر على موقعها الإلكتروني أمس أن خبراء اللجنة اعترفوا بأن المسلحين السوريين، الذين يزداد عدد المتطرفين في صفوفهم، ينفذون الإعدامات خارج نطاق القضاء ويمارسون التعذيب والخطف ويجندون الأطفال في العمليات القتالية إضافة إلى ارتكاب جرائم أخرى. وفما يخص مؤتمر السلام حول سوريا، انطلقت أمس في مقر الأممالمتحدةبجنيف مشاورات ثلاثية تضم ممثلي روسيا والولايات المتحدةوالأممالمتحدة وذلك من أجل بحث التحضيرات للمؤتمر الدولي حول سوريا »جنيف 2«، ويمثل روسيا في الاجتماعات نائبا وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف، أما من الجانب الأمريكي فتحضر اللقاء نائبة وزير الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط إليزابيث جونز، في حين يمثل الأممالمتحدة في هذا اللقاء الثلاثي نائب الأمين العام للشؤون السياسية جيفري فيلتمان والمبعوث العربي والأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي. وبالموازاة مع ذلك، عقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية اجتماعًا طارئًا أمس برئاسة محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصري، وبحضور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، من أجل بحث الأزمة السورية وسبل تسويتها، وركز الاجتماع على بحث تطورات الوضع في سوريا والاستعدادات لعقد مؤتمر »جنيف 2« الذي يهدف الى إيجاد حل سياسي للأزمة.