سيطر الجيش السوري بالكامل أمس على مدينة القصير بعد هجوم واسع على الحي الشمالي الذي كان يتحصن فيه المسلحون . وأفادت مصادر إعلامية أن أعدادا كبيرة من المسلحين فروا باتجاه البساتين وبلدتي الضبعة والبويضة الشرقية الواقعتين شمال المدينة مضيفا أن الجيش بدأ بإزالة الالغام من الأحياء الشمالية، وذكر التلفزيون السوري الرسمي أن الجيش سيطر بالكامل على المنطقة بعد القضاء على عدد كبير من الإرهابيين وإلقاء القبض على عدد آخر وأن المدينة أصبحت خالية تماما من المسلحين مؤكدا أن الجيش أعاد الأمن إلى المدينة، كما قام الجيش بفتح الطرق في مدينة القصير وتمشيطها بعد فرض السيطرة الكاملة عليها ، يشار إلى أن الجيش السوري باغت المجموعات المسلحة من خلال هجوم ليلي على الأحياء الشمالية، وفي ريف دمشق واصل الجيش عملياته وقتل قادة مجموعات مسلحة بينهم ياسر الحموي زعيم ما يسمى بلواء أنصار الحق والمدعو ابو حمزة متزعم ما يسمى بكتيبة رجال الله، في الشأن ذاته توعد الجيش السوري أمس ب"ضرب المسلحين اينما كانوا وفي اي شبر" في سوريا وذلك بعد ساعات من سيطرته على مدينة القصير الاستراتيجية وسط سوريا جاء هذا في بيان أصدرته القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، وأكدت القيادة العسكرية "أن معركتها ضد الارهاب مستمرة لإعادة الأمن والاستقرار لكل شبر من تراب الوطن"، في اشارة الى المعارك مع المقاتلين المعارضين الذين يعدهم نظام الرئيس بشار الاسد "ارهابيين"، ونوهت في بيانها "أن النصر الذي تحقق على أيدي ابطال جيشنا الميامين هو رسالة واضحة إلى جميع الذين يشاركون بالعدوان على سوريا وعلى رأسهم كيان العدو الصهيوني وعملاؤه في المنطقة وأدواته على الارض بأن قواتنا المسلحة مستعدة دائما لمواجهة اي عدوان يتعرض له وطننا الحبيب"، من جهته اعترف ائتلاف المعارضة السورية بسيطرة القوات الموالية لبشار الأسد على مدينة القصير الاستراتيجية بريف حمص، إلا أنه أكد أن "الثورة مستمرة" وسيكون النصر حليفها، وقال الائتلاف في بيان "بعد 48 يوماً من المعارك المحتدمة على جبهة القصير.. تمكن نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الداعمة له من التوغل في المدينة والسيطرة على أحياء جديدة فيها"، وحذر الائتلاف من وقوع مجازر مروعة وجماعية في حال لم يتدخل المجتمع الدولي لمنع النظام من "الاقتصاص من الأبرياء"، وأعلنت قوات معارضة أمس انسحابها من القصير "بعد صمود أسابيع سقط خلالها مئات القتلى وأصيب الآلاف وفى ظل نقص الإمدادات وتدخل سافر من حزب الله أمام سمع العالم وبصره"، في سياق آخر طلبت المعارضة المسلحة السورية التي تسيطر على الجانب السوري بعد خط وقف إطلاق النار أسفل الجولان المحتل بتدخل دولي لوقف ما سمته تحرشا واستفزازا إسرائيليا لها عبر تجاوز القوات الإسرائيلية وشقها الطرق باتجاه وادي اليرموك، وذكرت مصادر إعلامية في سوريا أن التحركات الصهيونية المتكررة يوميا تثير قلق "لواء شهداء اليرموك" التابع للمعارضة السورية المسلحة والذي يسيطر على الجانب السوري بعد خط وقف إطلاق النار منذ مطلع الشهر الماضي، وقال قائد اللواء أبو علي قوله إن "التحركات التي قام بها العدو الإسرائيلي في وادي اليرموك ما بين الحدود الأردنية وهضبة الجولان المحتل تعتبر تحرشا واستفزازا ونحن نناشد الأممالمتحدة والجامعة العربية اتخاذ الإجراءات اللازمة"، وشقت القوات الإسرائيلية طريقا على مدى الأسابيع الخمسة الماضية باتجاه وادي اليرموك، تأتي تلك الانتهاكات الإسرائيلية عقب رحيل المراقبين الدوليين من المنطقة الفاصلة بين الجانبين منذ أسابيع بعد تعرض عدد منهم للاختطاف، وتحتل إسرائيل التي لا تزال في حالة حرب مع سوريا منذ العام 1967- حوالي 1200 كلم2 من هضبة الجولان، وما زالت سوريا تسيطر على 510 كلم2 من الجولان وتقوم قوة من الأممالمتحدة بفرض التقيد بوقف إطلاق النار بين البلدين.