تنطلق رسميا صباح اليوم عملية التصحيح الفعلية لأوراق امتحان شهادة البكالوريا في 54 مركز تصحيح عبر ولايات الوطن، تحت وقع وقفة احتجاجية وطنية لمدة ساعتين، دعت للقيام بها صباح غد نقابة »كناباست« من الساعة العاشرة صباحا حتى منتصف النهار، احتجاجا على الطريقة التي تتعامل بها وزارة التربية مع قضية الفوضى، والغش الجماعي الحاصل في امتحان مادة الفلسفة في بكالوريا شعبة الآداب من جهة، ومن جهة أخرى من أجل »التعبير عن رفضها المساس بمصداقية امتحان البكالوريا، وبالسلطة البيداغوجية للأستاذ«. انطلقت صباح أمس التصحيحات النموذجية لأوراق امتحان شهادة البكالوريا عبر 54 مركز تصحيح بولايات الوطن، وابتداء من صباح اليوم تنطلق عملية التصحيح الفعلية، التي تخص أزيد من 560 ألف ممتحن في مختلف المواد، وستتواصل عملية التصحيح التي يقوم بها حوالي 120 ألف مصحح، تحت رقابة إدارية كبيرة، وحراسة أمنية صارمة لمواقع مراكز التصحيح والمحيط المجاور لها. وعملية التصحيح تجري وفق الطريقة المتعارف عليها المحددة من قبل الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، ووزارة التربية الوطنية، وهي تقضي بأن تصحح كل ورقة امتحان مرتين من قبل أستاذين، وكل أستاذ يضع العلامة التي يراها مناسبة لما اطلع عليه من إجابات دون أن يُطلع زميله عليها، فإذا كانت العلامتان متباعدتين بفارق 3 نقاط ، تُحال الورقة على تصحيح آخر من قبل أستاذ ثالث، وإذا كان الفارق بين التصحيحين يساوي أو يزيد عن 25 بالمائة يُعادُ تصحيح الورقة نهائيا. ويتولى كل أستاذ تصحيح مادة تخصصه، ويشرف على أوراق كل مادة الأستاذ مسؤول المادة، ورئيس لجنة التصحيح، وتشذ عن هذه القاعدة مادة الفلسفة الخاصة بشعبة الآداب والفلسفة، حيث من المقرر أن تخضع لميكانيزمات، حددها الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، وهي حالة استثنائية وخاصة. ويبدو أن الديوان الوطني أعطى تعليمات واضحة بهذا الشأن لرؤساء مراكز الامتحان يوم 7 جوان الجاري، ولأن التعليمات التي تلقاها الأساتذة المصححون لم تكن مرضية لما تراه بعض نقابات القطاع وفي مقدمتها نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني )كناباست(. قيادة هذه الأخيرة لم تكتف بما أدلت به من تصريحات بشأن ما حصل من فوضى وتخريب وغش جماعي في امتحان اليوم الثالث بمادة الفلسفة، بل صعّدت الموقف من هذا الأمر، حيث عقدت أول أمس اجتماعا طارئا لمكتبها الوطني، وأصدرت تصريحا كشفت فيه عن أنها أودعت ملفا لدى الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، ووزارة التربية الوطنية، يتعلق بالغش في امتحان البكالوريا، يحتوي على عينات من تقارير جاءت وفق ما قالت من مراكز الإجراء في عدة ولايات، مشفوعة بتوقيعات الأساتذة الحراس. وطالبت النقابة »بفتح تحقيق معمق في القضية، ومعاقبة المتسببين من مترشحين وإداريين في عملية الغش«، وفي نفس »دعت النقابة كافة الأساتذة المصححين للقيام بوقفة احتجاجية يوم غد ابتداء من الساعة العاشرة حتى منتصف النهار، لتسجيل رفضهم للمساس بمصداقية امتحان البكالوريا، ورفضهم للمساس بالسلطة البيداغوجية للأستاذ من خلال فرض احترام قرارات مجالس الأقسام«. ولم تتردد نقابة »كناباست« في تحميل مسؤولية ما حصل على الجميع، حيث قالت:»إن محاربة الغش والاعتداءات على الأساتذة الحراس في الامتحانات الرسمية تقع مسؤوليتها على الجميع، وأي تقاعس في هذا الشأن هو مساس بالمهنة، وبكرامة المربي، وبمصداقية هذه الامتحانات«. وعن هذه الوقفة الاحتجاجية المقررة، قالت »كناباست«: هذه الوقفة هي إنذار وتحذير مستعجل بالخطر الذي يداهم العملية البيداغوجية في المدرسة الجزائرية بداية من المساس بهيبة وحرمة الأستاذ إلى سحب السلطة البيداغوجية منه، وفسح المجال للتلاميذ للمطالبة بالعتبة، واختيار المواضيع، وغدا تحديد منسبة النجاح«.