من علامات قروب الساعة بالإضافة إلى العلامات الكبرى والعلامات الصغرى..علامات أخرى تكلّم عنها معلم البشرية النبي محمد عليه الصلاة والسلام عندما يسند الأمر إلى غير أهله »فانتظر الساعة« وهناك علامات تسير المسرى نفسه ومنها أن تُبلى الأمة بفقهاء يخدمون السلطان بعيونهم ويبررون أفعاله ويزينون له سياساته.. غير أن الأمر تجاوز كل حدّ وبلغ مدى من العبث يقف العاقل أمامه حيرانا.. لقد تحولت المؤسسات الدينية السُنية خاصة إلى مؤسسات خادمة للسلطان منذ قرون ولأسباب تاريخية اختلط فيها السياسي بالديني منذ واقعة صفين عام 38 للهجرة وساءت الأمور أكثر مع انقسام العالم الإسلامي وظهور الدويلات والإمارات إلى جانب الانحطاط ثم التخلف والاستعمار.. لكن بعيدا عن الجدل في هذه القضية الكبرى، أليس غريبا أن يتواصل العبث من تحريم الخروج عن الحاكم تحت أي سبب أو ظروف إلى تقديم فتاوى جاهزة لا مسوّغ لها ولا سند، مثل تلك الفتوى التي ترخّص إفطار لا عبي المنتخب المصري لكرة القدم في مباراتهم المقبلة أمام رواندا ضمن تأهيليات كأس العالم. ومن اللافت أن تحولت الرخصة إلى واجب ملزم بغض الطرف عن صحة الفتوى التي تشعرك بالأسى من حال الإسلام بين عجز أبنائه وعجز علمائه بتعبير الشهيد ورجل القانون عبد القادر عودة.. ساءت الحال كثيرا واستبيحت الوسائل كلها في سبيل الكرة وجنونها الذي جيّش لأجلها الفقهاء والحكومة وملايين المصريين في سبيل تأهيل منتخب الفراعنة »ذراع« ولو بإخضاع الدين لنزوات هؤلاء جميعا.. يبدو أن الكرة الجلدية في هذا العالم العربي البائس تحولت إلى مخدر..وصارت الآن مسألة أمن قومي حتى ترتاح الأنظمة المتهالكة من صداع الرأس لملايين الناس بسبب الفقر والحرمان والتعسّف.. ولأنها صارت كذلك.. كل شيء مباح ..المال والدعاية الإعلامية والفن وحتى الفتوى.. »إفطار اللاعبين في رمضان قلة أدب..« الشيخ الأزهري فرحات المنجي