رفض الرئيس السوري بشار الأسد الادعاءات الغربية بأنه استخدم أسلحة كيماوية بوصفها ذات دوافع سياسية، وحذّر في مقابلة نشرت في صحيفة »أزفستيا« الروسية أمس واشنطن من أن أي تدخل عسكري أميركي سيفشل. وقال الأسد للصحيفة عندما سئل عما سيحدث إذا قررت واشنطن ضرب أو غزو سوريا إن الفشل ينتظر الولاياتالمتحدة مثلما حدث في كل الحروب السابقة التي شنتها ابتداء بفيتنام وحتى الوقت الراهن. وقال الأسد إن رسالة سوريا للعالم أنه إذا كان هناك من يحلم بأن سوريا ستكون دمية غربية فهذا حلم لن يتحقق، مضيفاً »نحن دولة مستقلة، سنحارب الإرهاب وسنبني علاقاتنا مع الدول التي نريدها بكل حرية وبما يحقق مصالح الشعب السوري«، بحسب ما نقلت عنه الوكالة العربية السورية للأنباء »سانا«.وبسؤاله عن الاتهامات الموجهة ضد الحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية، وما إذا كانت دمشق ستسمح للجنة التحقيق الدولية بالتحقيق بالحادثة، قال الأسد »حقيقة، إن ما قامت به أميركا والغرب وبعض الدول الأخرى منذ يومين، كان استخفافاً بالعقول وقلة احترام للرأي العام لديها«، وأضاف »بالنسبة للمنطقة التي يتحدثون عنها الآن بأنها تحت سيطرة المسلحين وبأن الجيش العربي السوري استعمل فيها سلاحاً كيماوياً، فهي منطقة تماس وتداخل مع الجيش السوري، فكيف يمكن لأي دولة أن تضرب مكاناً بسلاح كيماوي أو بأي سلاح دمار شامل في منطقة تقع على تماس مع قواتها، هذا يخالف العقل والمنطق، لذلك فإن هذه الاتهامات هي اتهامات مسيسة بالمطلق وتأتي على خلفية التقدم الذي حققه الجيش في مواجهة الإرهابيين«.وأكد الأسد أنه »بالنسبة للجنة التحقيق الدولية، فنحن أول من طالب بلجنة تحقيق عندما قام الإرهابيون بإطلاق صاروخ فيه غازات سامة على ريف حلب شمال سوريا، وخاصة أن التصريحات الأميركية والغربية قبل تلك الحادثة وعلى مدى أشهر، كانت تتحدث عن احتمال استخدام أسلحة كيماوية من قبل الدولة، وهذا ما جعلنا نشك بأن لديهم معلومات حول نية الإرهابيين استخدام هذا السلاح لاتهام الدولة السورية وبعد التنسيق مع روسيا حول ما حصل، قررنا أن نطلب لجنة للتحقيق بالموضوع، ولكن أميركا وفرنسا وبريطانيا بشكل أساسي أرادوا استخدام القضية ضد سوريا عبر التحقيق بادعاءات وليس بحقائق كما يفعلون الآن«. وأوضح الرئيس السوري، أنّ الأمر لا يتعلّق فقط بالتحقيق بل بنتائجه التي ستعرض على الأممالمتحدة، مشيرا إلى النتائج يمكن تفسيرها حسب مزاج الدول الكبرى، معربا عن أمله في وجود موضوعية في تفسير هذه النتائج، وقال إنه على ثقة بأن روسيا ستمنع أي تفسير يهدف لخدمة السياسات الأميركية والغربية. وعن خيار القيام بعملية عسكرية في سوريا، وأن واشنطن قد تتصرف بنفس الطريقة التي تصرفت فيها بالعراق، أي محاولة إيجاد ذرائع للتدخل في سوريا عسكرياً، قال الأسد إن »هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها الخيار العسكري ضد سوريا، فمنذ البدايات سعت الولاياتالمتحدة الأميركية ومعها فرنسا وبريطانيا إلى التدخل العسكري، لسوء حظهم سارت الأمور باتجاه آخر، وجاء التوازن في مجلس الأمن في عكس مصلحتهم، وحاولوا كثيراً مساومة روسيا والصين على موقفهما ولم يتمكنوا من ذلك«، وأضاف »يمكن للأمريكان بدء أي حرب لكن لا يمكن لهم أن يعرفوا إلى أين ستمتد أو كيف لها أن تنتهي، وبالتالي وصلوا لقناعة أن كل السيناريوهات التي وضعوها خرجت عن سيطرتهم في النهاية«، مؤكداً »أن أميركا ستصطدم بما اصطدمت به في كل حروبها من فيتنام حتى الآن... بالفشل«. وحول توقعاته بالنسبة لمؤتمر »جنيف 2«، قال الأسد إن مهمة مؤتمر جنيف هي دعم المسار والحل السياسي في سوريا، مؤكداً أن الخطوات السياسية التالية ستشمل الحوار بين الأطراف السورية حول شكل الدولة في المستقبل والدستور والقوانين وغيرها.