انتقل الرئيس الأمريكي باراك أوباما في ظرف عشرة أيام فقط من مطالبته بتدخل عسكري ضد سوريا إلى تشجيع و لو بحذر الخيار الدبلوماسي من خلال المبادرة الروسية بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية. أعاد أوباما صياغة مضمون خطابه الموجه للأمة حول سوريا الذي ألقاه مساء أول أمس الثلاثاء بعد إعلان روسيا عن مبادرتها بحيث أن خطابه الأصلي كان يرمي في البداية لإقناع الكونغرس والرأي العام الأمريكي اللذين يعارضان بشكل واسع التدخل العسكري بسداد الخيار العسكري. لكن بالنسبة لأوباما فإن الأيام الأخيرة تميزت بإشارات مشجعة، معتبرا أنه بسبب التهديد الحقيقي بتدخل عسكري أمريكي والمحادثات البناءة التي جمعته بفلادمير بوتين أعربت الحكومة الروسية عن إرادتها في الانضمام للمجتمع الدولي من خلال حمل بشار الأسد على التخلي عن أسلحته الكيميائية. وحذر الرئيس الأمريكي من احتمال فشل الدبلوماسية، معتبرا أنه من المبكر التأكيد أن هذه المبادرة ستكلل بالنجاح لكنه اعترف بأن المخطط الروسي قد يساهم في الحد من تهديد الأسلحة الكيميائية مع تفادي اللجوء الى القوة العسكرية سيما وأن روسيا تعد أحد أفضل حلفاء بشار الأسد، وقال أوباما، إنه طلب من المنتخبين تأجيل التصويت البرلماني حول توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا ما دامت الولاياتالمتحدة ملتزمة بالخيار الدبلوماسي. إلا أن الرئيس الأمريكي لم يتخل تماما عن الخيار العسكري، لأنه كما قال، أمر الجيش الأمريكي بالاستعداد لمواصلة الضغط على بشار الأسد والتأهب للتدخل في حال فشل الحل الدبلوماسي. وخلال عملية سبر آراء قامت بها قناة »سي أن أن« الأمريكية أكد 61 بالمائة من الأشخاص المستجوبين أنهم يوافقون على الموقف الجديد لأوباما الذي عبر عنه في مداخلته التلفزيونية بينما عبر 37 بالمائة منهم عن عدم رضاهم. وحسب سبر الآراء فإن حوالي 66 بالمائة من الأشخاص الذين تابعوا خطاب الرئيس الأمريكي يعتقدون أنه يمكن تسوية الأزمة السورية عن طريق الخيار الدبلوماسي في حين يرفض 35 بالمائة آخرون الفكرة. ومن المقرّر أن يلتقي كاتب الدولة الأمريكي جون كيري اليوم بجنيف مع وزير الشؤون الخارجية الروسي سيرغي لافروف لمناقشة ملف الأسلحة الكيميائية السورية.