لدى نزوله ضيفا على الحصة الإذاعية « سجالات « التي تبثها أسبوعيا الإذاعة الثقافية للإعلامي المتميز جلولي عبد الرزاق بنادي عيسى مسعودي للإذاعة الوطنية كشف مدير دار الأمة للنشر حسان بن نعمان أنه وفي إطار التحضيرات للطبعة الجديدة من الصالون الدولي للكتاب التي سيحتضنها فضاء صافكس خلال الفترة الممتدة من 31 أكتوبر إلى غاية 9 نوفمبر القادم عن إصدار نخبة من الكتب المهمة . من ضمن الكتب « الجزائر في عهد الرئيس بوتفليقة « للباحث في علم الإجتماع السياسي الدكتور ناصر جابي، ويضم سلسلة ثرية من المقالات التحليلية والنقدية لجملة من الظواهر السياسية و الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية عرفتها الجزائر ، «التعفن السياسي بالجزائر» للبرلماني السابق محمد بوعزارة، مؤلف للأستاذ الجامعي عبد العالي رزاقي بعنوان «أحزاب فرنسا في المغرب العربي»، « صرخة في وجه الإستبداد « للباحث محمد أٍرزقي فراد ، إلى جانب إعادة نشر بعض الكتب المهمة التي نشرتها سابقا دار الأمة ونفذت من السوق على غرار كتاب « تاريخ الجزائر العام» لعبد الرحمن الجيلالي ، كتاب حول «شيخ الأزهر محمد الأخضر بن الحسين الجزائري «، « تاريخ الجزائر « لشارل روبير أجيرون وأندري جوليان ، كتاب تحقيقي حول إبن رشد للدكتور عمار طالبي . وطالب حسان بن نعمان الذي أشاد بدعم وزارة الثقافة لقطاع الكتاب والنشر واعتبره بمثابة أوكسجين بضرورة متابعة ودورية تقييم دور النشر المستفيدة من التمويل المقدم الكتاب، داعيا دور النشر الجديدة والتي تكاثرت بقوة في المدة الأخيرة أن تثبت خطواتها في المشهد الثقافي وعالم صناعة الكتاب وعدم استغلالها الفرص والمناسبات الثقافية للتمويل فقط ، لأن معظمها تنشط في مرحلة معينة ثم تزول من السوق وتغلق. وأوضح مدير دار الأمة للنشر، أن مشروع قانون الكتاب، الذي يهدف إلى الإرتقاء بالثقافة وصناعة الكتاب والفكر ، والصبو لجعل الكتاب عنصرا سياديا في الجزائر رفض ولم يتم تمريره سواء من طرف البرلمان أو مجلس الحكومة ، وقال أن الكتاب بحاجة لإرادة سياسية قوية وأضاف أن الكتاب لا تتحمل مسؤوليته وزارة الثقافة فقط وهي ليست الجهة الوحيدة المخولة والتي يقع على عاتقها الكتاب فالقانون يجب أن يمر عبر حلقة طويلة في الإدارة ، مثل وزارة المالية والتجارة، والجمارك والسياحة والتربية الوطنية ...وغيرها . وأشار حسان بن نعمان، أن الدعم المقدم من الوزارة يلعب دورا كبيرا في صناعة الكتاب، ، حيث تستفيد 140 دار نشر من الدعم المالي لوزارة الثقافة، ورغم ذلك يبقى ناقصا وغير كافي للنهوض بالقطاع ، وهو ما دفع بدار الأمة الإعتماد على تمويلها الخاص لإصدار كتب خارج قائمة العناوين المدعمة ، فالدعم المقدم بمثابة جرعة الأكسجين التي تبقي دور النشر على قيد الحياة وأضاف المتحدث ذاته أن 80٪ من الكتب الموجودة على رفوف المكتبات مستوردة، فوجود 700 ناشر في الجزائر ليس بمقدوره تغطية احتياجات القارئ، الأمر الذي أوجب استيراد كتب من الخارج والسماح بإنشاء دور نشر جديدة لدعم خارطة النشر . وأكد مدير نشر دار الأمة حسان بن نعمان أن الناشر بمثابة حلقة وصل بين الكاتب والقارئ وهو عنصر فعال في تحريك الفعل الثقافي، وغياب هذه القناعة يؤدي إلى زوال مهنة الناشرين الذين يتخبطون في أزمة خاصة مع غياب نقابة قوية تدفع بالعمل نحو الأحسن وأكد مدير دار الأمة للنشر، مواصلة دار الأمة في إنتاج وإصدار الكتاب المعرفي و الفكري والتاريخي و منح فرصة للكاتب والمبدع الجزائري، لدفع عجلة الثقافة والارتقاء بها لأن الهم الأساسي ليس تجاريا بل فكريا وبناء مواطني الغد وهذا ما كما يضيف قررنا عدم دخولنا في غمار نشر الكتب شبه المدرسية التي أصبحت تكتسي بعدا تجاريا .