نشر الكاتب والمذيع ربيع خروف بيانا أعلن فيه عزمه على شن إضراب عن الطعام، احتجاجا على عدم ترسيمه في إذاعة عنابة التي اشتغل فيها سنواتٍ متعاقدا، ثم تم التخلي عن خدماته نهائيا، وأمام هذا الوضع المؤسف أنشر بيانه، مع شيء من التصرف حتى تستوعبه هذه المساحة، من باب التضامن معه، مع رجائي بأن تأخذ الإدارة الحالية للإذاعة الوطنية أمره بعين الاهتمام. كتب المبدع ربيع خروف: أدخل بدءا من يوم الأحد 22 سبتمبر 2013 في إضراب عن الطعام، باعتصامي أمام مبنى الإذاعة الجزائريةبعنابة. ربّما هي وسيلتي الأخيرة، أمام صمت إدارة مؤسسة الإذاعة الجزائرية والتي راسلتها طيلة سنة كاملة، قصد إيجاد حلّ لوضعيتي المهنية، ولكن أجد نفسي مستنفذا لكل السبّل الممكنة. وعدني المدير العام للإذاعة الجزائرية السيد شعبان لوناكل في أكثر من مناسبة بالتثبيت في منصبي بإذاعة عنابة، لكن وبعد مدّة أجد نفسي بلا عمل، أنا الذي تشرفت بالعمل بمؤسسة الإذاعة الجزائرية طيلة هذه المدّة في إطار التعاقد، ولكن بوعد التثبيت. سنة مرّت على انتهاء عقدي ورفض التجديد لي قضيتها في التساؤل: كيف يتم استخدامنا بمختلف المصالح بالإذاعة، وتمنح فينا الثقة لاقتراح البرامج وإعدادها، فتقديمها، ثم يقال لنا إن الإذاعة لا توظف؟ عملنا أيام العطل وعطل نهاية الأسبوع وخلال مختلف الأعياد الدينيّة والوطنيّة، وطيلة الشهر الفضيل من دون انقطاع ولا توقف ولا راحة، غطّينا وبامتياز الانتخابات التي عرفتها البلاد في هذه الفترة، وعملنا أحيانا لأكثر من 14 ساعة في اليوم، سهرنا حتى البشائر الأولى من الفجر ليلة الخامس من جويلية احتفالا بخمسينية الاستقلال تغطية لهذا الحدث الكبير، وفي كل هذه المحطات وغيرها، كان هدفنا خدمة هذا الوطن الذي بذل في تحريره أجدادي الغالي، وخلال ما يقارب الثلاث سنوات، أسمعنا صوتنا عبر أثير إذاعة عنابة، أفلا نستحق أن نوظف؟ كرّمنا لقاء مجهوداتنا في العديد من المناسبات، وتكريمنا الحقيقي، كان يصلنا من عند المستمعين، الذين ما ادّخرنا جهدا في خدمتهم والارتقاء بتطلعاتهم. تنقلنا خلال هذه السنة التي انقضت وفي العديد من المرّات، إلى الجزائر العاصمة، قصد مقابلة المدير العام للإذاعة الجزائرية، لكن كل طلباتنا لم تقع في أذن تسمع... أنا لا أطالب إلا بحقي في أن أشغل وظيفة تقيني شر العوز، وأنا ماض بعون الله في هذا المسعى. مطلبي واحد وواضح، التثبيت، الإدماج...سمّوه ما شئتم، أناله أو أهلك.. ربيع خروف. وقد كان من بين المعلقين على هذا، بعد أن نشرته على جداري في الفايسبوك الكاتب والمذيع محمد ميساوي: أتضامن مع الزميل ربيع فيما ما هو فيه، وأتساءل بأي منطق يتعامل هؤلاء المسئولون؟ فقد حدثت لي تجربة من هذا القبيل مع الإذاعة التي تعاونت معها بالأغواط من سنة 2003 إلى سنة ,2008 حيث وعدني مديرها بأنه سيجد لي منصبا في إذاعة الجلفة، وفوجئت بعد ذلك بإقصائي، وعد بإدراج اسمي في قائمة المتسابقين، والغريب أني حتى عندما طلبت شهادة عمل لتزكية ملفي لدى جهة أخرى، لم تقدم لي سوى شهادة عامة تنص على أن الإذاعة استعانت بي عند الحاجة، لتقديم أعمال يُفهم منها أني قمت بأعمال يدوية أو غير ذلك من أعمال السخرة.. ولم يوافق المدير على أن يوضح في الشهادة الحصص التي أعددتها وقدمتها، وهي لغتنا السليمة. حديث في الموضوع. حوار وأفكار. الماء والتربة. حديث الساعة. البيئة والعمران. من السلوكات التي كانت تحدث معي في الإذاعة، والتي أذكرها للتاريخ أني كنت أقدم الحصص عادة على المباشر، وكنت أحضر معي قرصا مضغوطا لتسجيلها، من أجل بثها مرة أخرى، وأطالب بعد ذلك بالقرص، فلا يعطى لي، مما جعل بعض أرشيفي يضيع بلا سبب، كنت أفاجأ أحيانا بإلغاء موعد بث الحصة بعد أن أكون قد استدعيت الضيوف وتضعني الإدارة في حرج كبير معهم، خاصة أن بعضهم يكون قد أجل مواعيد أخرى ومنهم أساتذة الجامعة الذين يسرحون في بعض الأحيان طلبتهم.. ومما جعلني أنفر تماما من هذا الصرح أني قدمت مشروع عدة حصص، ولم تقبل منها أي حصة، ولما سألت المدير أخبرني أن المدير السابق لم يسلمه منها شيئا، ووجدت حصصا تبث من متعاونين جدد تشبه المقترحات التي قدمتها. آخر مرة عدت فيها للإذاعة بعد تنصيب المدير الحالي قيل لي فيها رغم توسطي بزميل أن السياسة الحالية للمدير العام تقضي بالتقليص قدر الإمكان من المتعاونين لكني لا ألمس ذلك.