لم يلق نداء اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين غير المعتمدة الذي وجهته للشباب في 25 ولاية من أجل تنظيم مسيرات احتجاجية للمطالبة بفرص الشغل الصدى المتوقع حيث اقتصرت المبادرة على وقفات احتجاجية في عدد من ولايات الجنوب لساعات معدودة، وفي المقابل لم يستبعد المتحدث باسم اللجنة الطاهر بلعباس خيار الذهاب إلى التصعيد مستقبلا في حال عدم التكفل بالمطالب المرفوعة. حمل المشاركون في هذه الحركات الاحتجاجية التي نظمت بولايات ورقلةوالأغواطوالوادي وتمنراست لافتات تطالب بتوفير مناصب الشغل للبطالين وتندد بعدم التزام السلطات العمومية بوعودها فيما يخص ملف التشغيل بمناطق الجنوب، كما ردد المحتجون أيضا شعارات تنادي بمحاربة التهميش والإقصاء وإرساء العدالة الاجتماعية قبل أن يتفرقوا في هدوء. ففي ورقلة نظم نحو 200 شاب بطال وقفة احتجاجية سلمية أمام مقر بلدية عاصمة الولاية بهدف المطالبة بمناصب الشغل لفائدة الشباب البطال كما أوضح منسق اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين غير المعتمدة طاهر بلعباس، حيث أكد المتحدث أن هذا الاحتجاج يبقى محصورا في صيغته المطلبية ولا يحمل أي أغراض أخرى، مشيرا في المقابل إلى إمكانية التصعيد في الحركة الاحتجاجية مستقبلا في حالة عدم التزام واستجابة السلطات العمومية للمطالب المرفوعة. كما نظم بولاية الأغواط حوالي 40 شابا وقفة احتجاجية بحي المعمورة بعاصمة الولاية للمطالبة بتوفير الشغل والسكن والدفع بوتيرة التنمية المحلية، ورفع المحتجون لافتات وشعارات من بينها »بطالو الأغواط ينتفضون ضد الحقرة والتهميش« و»الحرية - العمل - العدالة الاجتماعية«. وكان المكتب الولائي للجمعية الوطنية للدفاع عن حق وترقية الشغل بالأغواط قد أعلن في وقت سابق عن تبرئه من هذه الوقفة الاحتجاجية، متسائلا عن الأهداف الخفية للدعوة إلى مثل هذه الاحتجاجات الرامية حسبه إلى استغلال الشباب لأغراض سياسوية، وطالب المكتب الولائي للجمعية في بيانه السلطات المحلية إلى فتح الحوار معه من أجل الاستجابة لطموحات الشباب ورفع انشغالاته. كما نظم نحو 20 شابا بطالا حركة احتجاجية بساحة إيلمان بوسط مدينة تمنراست مطالبين بالقضاء على البطالة ورافعين خلالها عدة شعارات من بينها »الشباب يريد تطبيق القانون« و»لا للرشوة والمحاباة والمحسوبية«. وبولاية الوادي شارك حوالي 20 بطالا في اعتصام بوسط عاصمة الولاية احتجاجا على الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشباب البطال، ومكث المعتصمون سلميا أمام مقر الشهيد حمة لخضر أزيد من ساعتين خلال الفترة الصباحية حاملين لافتات كتبت عليها مطالبهم المهنية وأسباب تظاهرهم، كما رددوا شعارات تدعو إلى إعادة الاعتبار لفئة الشباب البطال بتوظيفه في المؤسسات البترولية. ومعلوم أن الاحتجاجات في ولايات الجنوب اندلعت في فيفري الفارط من ورقلة لتشمل عدة ولايات أخرى، وقد سارعت الحكومة آنذاك في التكفل بالمطالب المرفوعة من خلال التعليمات التي وجهها الوزير الأول عبد المالك سلال إلى الولاة وكذا قرارات توفير مناصب شغل وفرص التكوين في الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك يضاف إليها قرار إلغاء الفوائد على القروض الممنوحة للشباب لإقامة مشاريع في اطار لونساج ولاكناك ولونجام وهو القرار الذي عمم لاحقا على كل ولايات الوطن.