تطالعنا إحصائيات الجهات المختصّة يوميا بأرقام ثقيلة تنذر بدقّ ناقوس الخطر، حيث لا يزال إرهاب الطرقات يحصد المزيد من أرواح الجزائريين، فيما هم مهدّدون بحلول فصل الشّتاء بالموت المنبعثة رائحته من مدفئات إمّا مغشوشة أو أخطأ في تركيبها، وهي النتيجة الحتمية ل »البريكولاج«، الإهمال وتهوّر البشر. ما إن يحلّ فصل الشّتاء حتى تنبعث روائح الموت من هنا وهناك، روائح مصدرها مدفئات مغشوشة تباع بالأسواق بعيدا عن أعين الرقيب، وأخرى صالحة للاستعمال ولكنّها ركّبت بالبيوت والمكاتب وحتى المدارس بعيدا عن أيّ إتقان للعمل، ووفق ما يعرف ب »البريكولاج« الذي عشّش بيننا. إحصائيات الحماية المدنية طالعتنا بتسجيل ما يربو عن 76 ألف تدخل خلال الفترة الممتدة بين 1 إلى 7 ديسمبر الجاري فقط، وهذا على إثر تلقي مكالمات الاستغاثة من طرف المواطنين، هذه التدخلات شملت مختلف مجالات أنشطة الحماية المدنية سواء المتعلقة بحوادث المرور، الحوادث المنزلية، الإجلاء الصحي إخماد الحرائق وتغطية الأجهزة الأمنية لمختلف التظاهرات، من بينها 8673 تدخل فيما يخص عمليات الإجلاء الصحي، أين تم فيها إسعاف وإجلاء 914 جريح وتحويل 7519 مريض إلى المستشفيات من طرف أعوان الحماية المدنية. أما فيما يخص حوادث المرور قامت وحدات الحماية المدنية خلال ذات الفترة ب 1700 تدخل بخصوص 917 حادث مرور أدى إلى وفاة 39 شخصا وجرح 1030 تم إسعافهم ونقلهم إلى المراكز الإستشفائية، أثقل حصيلة سجلت في ولاية وهران بمعاينة 45 حادث مرور مروّع بها، أدّى إلى وفاة ثلاثة أشخاص وجرح 47 آخرين تم إسعافهم وتحويلهم إلى المراكز الإستشفائية. في ذات السياق قامت وحدات الحماية المدنية ب 796 تدخل سمح بإخماد 478 حريق منها منزلية صناعية، وحرائق مختلفة، حيث قامت ذات الوحدات ب 3598 تدخل في نفس الفترة لتغطية 3127 عملية إسعاف وإنقاذ الأشخاص في خطر، لتشمل قائمة ضحايا ثاني أكسيد الكربون المنبعث من المدفئات المسجّلة خلال أوّل أمس ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة، الزوج 49 سنة، الزوجة 35 سنة وابنتهم صاحبة الثماني سنوات يقطنون بحي عمر خطابي بباب الوادي بالعاصمة، توفوا في حدود الساعة الواحدة و26 دقيقة. ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة قضوا في حادثة مشابهة بولاية سيدي بلعباس، في حدود الساعة منتصف النّهار، فيما أنقذ أعوان الحماية ثلاثة آخرين من الموت اختناقا، يقطنون بحي 40 مسكنا، العربي بن مهيدي بسيدي بلعباس، ويتعلّق الأمر برجل يبلغ من العمر 36 سنة، سيّدة في ال 35 سنة وعجوزا ذات 72 سنة، إلى جانب تسجيل وفاة رجل في ال 54 سنة من عمره، بثاني أكسيد الكربون بولاية تبسّة، بينما أنقذ أعوان الحماية شخصين بذات الولاية من الموت اختناقا. هي حالات موت تطالعنا بها يوميا مصالح الحماية المدنية تضاف إلى حرائق ضاعفت من الحوادث وعدد القتلى، يحدث ذلك رغم العمليات التحسيسية التي تشنّها دوريا ذات المصالح، ورغم التحذيرات التي تحرص عديد الجهات على توجيهها للمواطنين ضمن حملات توعية ومطويات توزّع على المستوى الوطني، ليبقى السؤال مطروحا: إلى متى تذهب أرواح الجزائريين ضحيّة لسياسة البريكولاج وجني أموال طائلة على حساب المواطن الضعيف.