أصبحت بعض من المؤسسات التربوية على مستوى العاصمة مكانا يقصده العديد من المنحرفين لتعاطي المخدرات وشرب الخمر وممارسة الرذيلة، وهو ما وقفت عليه لجنة التربية والتعليم والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الولائي خلال خرجاتها الميدانية، حيث كشف القائمون على هاته المدارس على غرار متوسطة الحارثية بالأبيار وثانوية ابن خلدون ببلدية رايس حميدو وغانم جيلالي ببولوغين أن مؤسساتهم أصبحت غير آمنة يدخلها غرباء ويتجولون فيها بكل حرية، وأمام هذا دعا رئيس اللجنة، محمد طاهر ديلمي الى تظافر الجهود لمحاربة هذه الظاهرة وتوفير الأمن داخل المؤسسات التعليمية، محملا مسؤولية تردي الأوضاع الى المدراء الذين التزموا الصمت ولم يبلغوا مصالح الأمن. وقفت، أول أمس، لجنة التحقيق بالمجلس الشعبي لولاية الجزائر على الوضعية المزرية والكارثية التي آلت اليها بعض من المؤسسات التربوية على مستوى المقاطعة الإدارية لبوزريعة وهي الأبيار، بن عكنون، بني مسوس وبوزريعة، تمثلت أساسا في نقص التجهيزات والمنشآت الرياضية وانعدام الأمن الذي أخد حيزا كبيرا من النقاشات خلال هذه الجولات التفتيشية على غرار ما حدث بمتوسطة »الحارثية « الواقعة في قلب بلدية الأبيار حيث اشتكت المديرة من تردي الأوضاع داخل مؤسستها خاصة في الفترة الأخيرة حيث يقوم مجموعة من الشباب بالتسلل داخل الحرم المدرسي لتمضية ليالي الحمراء يشربون فيها أنواع المخدرات والمهلوسات العقلية، وذكرت المتحدثة أن المساحة الشاسعة التي تقع وسط المتوسطة والمقدرة بأكثر من 4 هكتارات وغياب الإنارة ونقص أعوان الأمن ساعد هؤلاء على فرض سيطرتهم الكاملة حتى أنهم قاموا بجلب الأفرشة والأغطية اللازمة ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط، بل وصل الى غاية تخريب الأقسام التي يتخذونها مراقد لهم وذلك بكسر النوافذ والأبواب والمبيت بداخلها هروبا من برد الشتاء، وفي هذا الصدد وجهت المديرة نداء استغاثة إلى السلطات من أجل التدخل العاجل وتوفير الحراسة بالمؤسسة وذلك بزيادة في أعوان الأمن خاصة في الفترة الليلية بالإضافة الى تعميم الإنارة العمومية داخل ساحة ومحيط المدرسة. نفس الأوضاع كذلك تعيشها ثانوية »ابن خلدون« ببلدية رايس حميدو، حيث هدد أولياء تلاميذ بالاحتجاج أمام مقر وزارة التربية الوطنية في حال ما إذا لم تتحرك هذه الأخيرة وتجد حلولا للأوضاع المزرية والتجاوزات الحاصلة داخل الثانوية والمتمثلة في غياب الأمن الذي مهل للغرباء بالدخول إلى الثانوية،بالإضافة الى ذلك انتشار كبير للمخدرات في أوساط التلاميذ مما أدى الى تدني مستواهم التعليمي، مؤكدين في نفس الوقت أن الأمر أصبح خطيرا يهدد مستقبل أبنائهم الدراسي، وذكروا أن هناك نقص كبير في المراقبين العامين حيث أن أغلبهم يشتغلون في إطار عقود ما قبل التشغيل، مشيرين أن أبناءهم يتعرضون يوميا للاعتداءات سواء كانت جسدية أو لفظية من طرف أشخاص لا علاقة لهم بقطاع التعليم يدخلون بصفة عادية على حد قولهم إلى داخل المؤسسة التي يتمدرس بها 1823 تلميذ وتلميذة مضيفين أنه في نهاية الثمانينيات كانت ثانوية ابن خلدون تعمل بثلاث مراقبين عامين ل 600 طالب و اليوم لا يوجد أي مراقب عام و عدد الطلبة بلغ ,1800 وأضاف هؤلاء مستنجدين بقولهم» أبنائنا في خطر، مستواهم الدراسي تراجع وانتشار كبير للمخدرات ..أين الإدارة..أين هم المسؤولون؟«. وأمام هذه الأوضاع المأساوية التي يزاول فيها التلاميذ دراستهم ، يجدد الأولياء مطلبهم للسلطات والمسؤولين بوزارة التربية بوضع حد لمعاناة أبنائهم والتجاوزات الحاصلةأو اللجوء الى الاعتصام احتجاجا على ما أسموه ب»التسيب والإهمال«. الوضع نفسه بمؤسسة »غانم جيلالي« بأعالي بلدية بولوغين التي أصبحت قبلة للمنحرفين الذين وجدوها مكانا لتمضية الوقت حيث يدخلون إليها من الجهة الشمالية التي ينعدم بها سور خارجي دون أن يتدخل أي أحد من المسؤولين لوضع حد نهائي لهذه الوضعية. وأمام هذا، دعا رئيس لجنة التربية والتعليم والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الولائي، محمد طاهر ديلمي، على ضرورة تحصين المدارس ومحاربة هذه الظاهرة بتبليغ الجهات الأمنية، محملا مسؤولية تردي الأوضاع الى كل الأطراف التي لها علاقة بالمؤسسات التربوية وطالب بإعداد تقارير حتى ترفع الى الجهات المعنية، مشيرا أن المجلس الولائي سيعقد ندوة ولائية وستجمع كافة الأطراف لطرح المشاكل وإيجاد حلول إستعجالية لها. وتأسف ديلمي في نفس الوقت، عن غياب دور جمعيات أولياء التلاميذ بالمؤسسات التربوية، متسائلا عن أسباب عزوفهم عن متابعة أبنائهم المتمدرسين بطرق نظامية والتي تسمح لهم بطرح انشغالاتهم ورفعها الى المسؤولين . للإشارة فقد سجلت لجنة التربية والتعليم للمجلس الشعبي لولاية الجزائر خلال خرجتها التفتيشية التي قادتها الى مختلف المؤسسات التعليمية بكافة أطوارها بالعديد من المقاطعات الإدارية بالعاصمة جملة من النقائص أهمها نقص في التجهيزات والوسائل البيذاغوجية وغياب لجمعيات أولياء التلاميذ زيادة على انعدام النظافة، وكذا الاكتظاظ في الأقسام في بعض المدارس، مما خلق الكثير من التوتر والانفعال وسط الأساتذة والمتمدرسين، إلى جانب غياب وحدات للكشف الصحي بمؤسسات أخرى وعدم استغلال المعدات والأجهزة التي تم اقتناؤها بتدعيم من طرف المجلس الشعبي لولاية الجزائر، الأمر الذي أثار حفيظة أعضاء اللجنة الذين أبدوا استياءهم الشديد للحالة المزرية والكارثية لهاته المؤسسات.