سجلت لجنة من المجلس الشعبي الولائي للعاصمة اختلالات في وحدات المتابعة والكشف، وقالت إن الأمر يبعث على القلق، وكما لاحظت أيضا اكتظاظا غير عادي ببعض المدارس يمثل أضغاف طاقاتها الفعلية. وكشفت اللجنة التي تجري تحقيقا منذ شهر حول سير المؤسسات المدرسية بولاية الجزائر العاصمة تحسبا لندوة حول ”الوضع الشامل” لقطاع التربية بالعاصمة خلال خرجتها الأخيرة يوم الخميس عدة نقائص في تسيير وحدات المتابعة والكشف. وأكد رئيس لجنة التربية بالمجلس الشعبي الولائي محمد طاهر ديلمي الذي يقود هذا الوفد أن ”هناك عدة متدخلين في تسيير وحدات المتابعة والكشف بحيث تواجه هذه الأخيرة العديد من المشاكل في التسيير وكل واحد يلقي المسؤولية على عاتق مسؤول آخر وفي نهاية المطاف فإن التلميذ هو المتضرر من هذا الوضع”. وبعد شهر من التحقيق وزيارة حوالي ستين مؤسسة مدرسية ”يبحث المنتخبون في حقيقة الأمر” عن وحدة من شأنها أن تكون نموذجا في التسيير على مستوى الولاية، وإذا لم يكن الأمر ممكنا ستكتفي اللجنة بطلب من مختلف المتدخلين (البلديات ومديرية التربية ومديرية الصحة) بتقديم تقرير مفصل له حول دورهم في إنشاء وحدات المتابعة والكشف وتسييرها وسيرها. وأكد ديلمي لعمال السلك الطبي العاملين بهذه الوحدات أن المجلس الشعبي الولائي سينظم يوما دراسيا حول هذا الموضوع لبحث كافة النقائص المسجلة وتقديم اقتراحات لوزارتي التربية الوطنية والصحة من أجل وضع حد لتداخل الصلاحيات التي تعيق السير الحسن لهذه المؤسسات. وسجل لدى تفتيش وحدة المتابعة والكشف بالمدرسة الابتدائية بابا عروج ببلدية رايس حميدو أن ”المجلس الشعبي الولائي قد خصص وسائل مادية معتبرة لاستحداث وحدات للمتابعة والكشف ولكن في أغلبية الأحيان التلميذ لا يستفيد منها”. وسجلت اللجنة في المقابل اكتظاظا غير عادي ببعض المدارس يمثل أضغاف طاقاتها الفعلية، بكل من ثانوية ابن خلدون (ميرامار سابقا) ومتوسطة ”حمزة بن عبد المطلب” برايس حميدو، حيث تستقبل ثانوية ابن خلدون الوحيدة على مستوى البلدية 1.823 طالب بمعدل 45 إلى 48 طالبا في القسم الواحد في حين تقدر طاقة استيعابها ب600 طالب حسب توضيحات مدير الثانوية الذي استقبل أعضاء وفد المجلس الشعبي الولائي. وبهذه المناسبة أوضح الأساتذة أن ”الثانوية تعاني من تفشي الإهمال كما يتم تعيين مدير جديد كل سنتين لذا يجب التحقيق في عدم استقرار المديرين الذي يضر بالسير الحسن للمؤسسة التربوية”، مضيفين أنه ”في نهاية الثمانينيات كانت ثانوية ابن خلدون تعمل بثلاث مراقبين عامين ل600 طالب واليوم لا يوجد أي مراقب عام وعدد الطلبة بلغ 1.800”. من جهته، أكد مدير الثانوية غياب المراقبين العامين، موضحا أن تعيينهم من صلاحيات مديرية التربية للجزائر العاصمة-غرب. أما أولياء التلاميذ فقد أبرزوا مشكل انعدام الأمن داخل الثانوية التي يتسلل إليها أشخاص غرباء عنها بكل سهولة، كما طالبوا بفتح مطعم الثانوية في أقرب الآجال لا سيما وأن أشغال إنجازه قد انتهت. والسيناريو نفسه على مستوى متوسطة ”حمزة بن عبد المطلب” هي الأخرى الوحيدة على مستوى بلدية رايس حميدو وهي تحمل جليا علامات اكتظاظ التلاميذ خصوصا الدرج. وتستقبل المتوسطة التي تتمتع بطاقة استيعاب 650 تلميذ ما يقارب 1.127 تلميذ بمعدل 45 تلميذ افي القسم الواحد، حسب ما أوضحه مديرها الذي اشتكى من مشكل نقص العمال. وفي السياق ذاته أوضح الأساتذة لأعضاء الوفد أن هناك مراقبين اثنين فقط من بين المراقبين الأربعة المفترض تعيينهم بالمتوسطة ناهيك عن الصعوبات التي يجدونها يوميا لتمكين تلامذتهم من الاستفادة من حصص الرياضة بالساحة والحصص التطبيقية في المخبر.