بتنصيب »المركز العملياتي للأمن« أمس الأول، تكون الحكومة قد دخلت مرحلة جديدة في تسيير ما بات يعرف ب»الفتنة في غرداية«، من خلال إسناد مهمة الحفاظ على الأمن ومواجهة الشغب وأحداث العنف إلى الجهاز الأمني الجديد الذي يسير مناصفة من طرف مسؤول من الدرك الوطني وآخر من الأمن الوطني كما تكون الحكومة قد قرّرت التصدي بحزم وصرامة ضدّ كل من يعبث بأمن المنطقة واستقرارها. يأتي تنصيب هذا الجهاز تطبيقا لتعليمات وزير الداخلية والجماعات التي أعلن عنها الخميس الفارط من غرداية والتي أكد فيها عزم السلطات العمومية على إعادة الأمن إلى الولاية والتصدي بحزم لكل محاولات الشغب والمساس بممتلكات المواطنين والعبث بأمنهم، حيث تم استقدام ما لا يقل عن 28 وحدة تدخل سريع و18 سرية للدرك الوطني وثلاث فرق متنقلة لتعزيز الجهاز الأمني وتكثيف مراقبة كل نشاط مشتبه فيه بغرداية. ويتشكل الجهاز الذي يسير مناصفة من طرف مسؤول من الدرك الوطني وآخر من الأمن الوطني من مركز قيادة الذي يسمح بالتنسيق فيما يخص الانتشار في الميدان لعناصر الدرك والأمن بهدف التحكم في أي توتر محتمل والتنفيذ السريع للتدخل في حالة اندلاع مناوشات كما أوضح مسؤول أمني خلال مراسيم التنصيب التي جرت مساء أمس الأول بحضور قائد القيادة الجهوية الرابعة للدرك الوطني بورقلة، العميد عبد الحفيظ عبداوي ووالي غرداية محمود جامع ومسؤولي الأمن على المستوى المحلي. كما يتكفل المركز العملياتي للأمن بالسهر على استتباب الأمن ووضع حد للمناوشات بين الأشخاص وكذا تنسيق التدخلات وإجلاء الجرحى في حالة حدوث مواجهات حسب المصدر ذاته حيث جرى نشر جهاز أمني كبير يقدر بأكثر من ستة آلاف عون لقوات الأمن في مختلف الأحياء والشوارع والنقاط الحساسة عبر سهل وادي ميزاب الذي يضم أربع بلديا ، ويهدف هذا الجهاز الأمني المكثف ضمان تأمين المواطنين وممتلكاتهم مثلما جاء على لسان والي غرداية . وقد عاد الهدوء منذ الخميس ليلا إلى منطقة وادي ميزاب بعد تعزيز الجهاز الأمني والدعوات إلى التهدئة وضبط النفس التي وجهها أئمة غرداية خلال أداء صلاة الجمعة كما باشرت مصالح مديرية النشاط الاجتماعي والأمن والدرك الوطنيين والحماية المدنية بداية من أمس عمليات المساعدة والدعم النفسي لفائدة الشباب بهدف حثهم على رفض وتجنب العنف كما ذكرت مصالح الولاية. وكان وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز قد تتنقل الخميس الفارط إلى ولاية غرداية مرفوقا بكبار المسؤولين في أجهزة الأمن على رأسهم اللواء عبد الغني هامل المدير العام للأمن الوطني واللواء أحمد بوسطيلة قائد الدرك الوطني بعد تجدد أعمال العنف والشغب والتي كانت وراء سقوط ثالث ضحية وأكد في كلمته أمام ممثلي المجتمع المدني على أن الدولة لن تسمح بزعزعة أمن واستقرار المواطنين وستتصدّى بحزم وبإنصاف وفقا لقرارات العدالة ضد الأشرار ومثيري الشغب من خلال جهاز الأمن بمنطقة غرداية الذي سيتم مضاعفته إلى ثلاث أو أربع من أجل إرساء وبصفة نهائية للنظام والهدوء.