واصل أمس الأربعاء على مقربة من ملحقة وزارة التربية الوطنية بالقبة طلبة ثانويات القسم النهائي لليوم الرابع على التوالي احتجاجاتهم، مطالبين بتحديد عتبة الدروس قبل نهاية شهر أفريل القادم، رافضين في نفس الوقت استدراك الدروس الضائعة بسبب إضراب الأساتذة. وقد أكدوا في تجمعاتهم أنهم يشنون إضرابا مفتوحا وسيستمرون في مقاطعة الدراسة إلى أن تتم الاستجابة لمطلب »تحديد عتبة الدروس« ، ويجب أن يتمّ ذلك من قبل وزارة التربية قبل نهاية شهر أفريل، حتى يتسنى لتلاميذ البكالوريا القيام بمراجعة الدروس التي سيمتحنون فيها فقط. وحسب التلاميذ الذين تجمعوا أمس أمام ملحقة وزارة التربية برويسو، وما أدلى به التلميذ شكيب مرزوق رئيس الوفد الممثل للتلاميذ، الذي كان استقبله وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد أول أمس، فإن الوزارة لم تستجب لمطلبهم الأساسي، المتمثل في تحديد عتبة الدروس، مؤكدا أن الطلبة يرفضون أن يدفعوا ثمن تأخر الدروس، الذي تسبب فيه الأساتذة في إضرابهم الأخير، ذلك أن التلاميذ في نظره ليسوا مطالبين باستدراك هذه الدروس، وهذه بالفعل هي قناعة جميع التلاميذ عبر الوطن.ونشير أن وزارة التربية كانت شكلت لجنة خاصة بإجراء عملية مسح لكل الدروس الضائعة، وتحديد رزنامة زمنية تتسم ببعض المرونة في التطبيق، وعلى أن تخضع بالضرورة لظروف كل مؤسسة تربوية، والإمكانيات المتاحة لكل منها.ومع أن هذا هو عين المنطق الذي يضمن مصلحة التلميذ قبل غيره، ويمكنه من إنهاء سنته الدراسية بتحصيل كافة دروس المقرر السنوي، إلا أن التلاميذ مازالوا عبر مختلف الولايات مصرين على أن تعفيهم وزارة التربية من عشرات الدروس المقررة، تحت مطلب العتبة المشؤوم، الذي ترسخ للأسف في ذهن جميع التلاميذ السابقين واللاحقين، وغدا بالنسبة إليهم وكأنه حق مكتسب، لا يمكن التفريط فيه، وليس من حق وزارة التربية الوطنية، أو أية جهة رسمية أخرى أن تلغيه ولا تقرره وفق ما يريدون، وفي التاريخ الذي يريدون، وهنا لابدّ لنا من التذكير أن نقابات القطاع كانت حذرت في كل السنوات الماضية من أن يترسخ هذا الأمر، ويصبح في عداد التقاليد والقواعد التربوية الثابتة، التي تتوقف عندها وزارة التربية قبل امتحانات بكالوريا كل سنة.للأسف هذا ما هو حاصل وفق ما يرى حاج دلالو رئيس فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ وحتى الأولياء لم يقدموا أي عون في هذا السياق للوصاية، ولم يدعموا أبناءهم بالرأي السديد، الذي ينفعهم اليوم وغدا.