تحتضن قاعة المحاضرات الكبرى بجامعة بوزريعة يومي 07 و08 ماي ابتداء من الساعة التاسعة صباحا فعاليات الملتقى الوطني الثاني حول رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الدكتورعبد الرزاق قسوم مسارات وعطاءات،بمبادرة من مخبر مشكلات الحضارة و التاريخ في الجزائر ومخبر الأبعاد القيمية للتحولات الثقافية والسياسية في الجزائر و مخبر مناهج البحث في العلوم في الفكر الإسلامي و مركز الرؤية للدراسات الحضارية. ستعرف الدورة الثانية من الملتقى الوطني حول الدكتور عبد الرزاق قسوم مسارات وعطاءات مشاركة قيمة من دكاترة وأساتذة سيثرون النقاش من خلال مداخلاتهم التي ستتوقف عند هذه الشخصية التي تعتبر من أبرز علماء الجزائر حيث يترأس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي كان عضواً فيها بعد إعادة تأسيسها بقيادة أحمد حماني ، و في عهد الشيخ عبد الرحمن شيبان عين رئيساً لجريدة البصائر 2000م - 2004م، و بعد وفاة الشيخ شيبان إستلم عبدالرزاق رئاسة الجمعية. عبد الرزاق بن عبدالله بن عمر بن عبدالله قسوم الجزائري ولد عام 1933م بالمغير، ولاية الوادي، هو الإبن الثالث لعائلة قسوم المتكونة من ثمانية أفراد، فكان له ثلاثة إخوان و أختان. تربى منذ صغره على حفظ القران و تعلم اللغة العربية و ذلك بفضل والديه. كان والده عبدالله قسوم فقيهاً عالماً في الدين يرتزق من الفلاحة و التجارة. أما والدته زهرة فكانت حريصة على تربية أولادها و غرست فيهم مكارم الأخلاق من أدب و كرم. تلقى دروسه في ثلاثة مدارس: زاوية الصايم سيدي امبارك، المدرسة الفرنسية و المدرسة العربية الحرة التي تنتسب إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين . من أبرز معلميه الطالب الطاهر بوزويد »القران الكريم» و » الشيخ محمد بن عبد الرحمن المسعدي، هذا الأخير الذي ترك فيه أثرا كبيرا ». كان عبد الرزاق يتمتع بمهوبة في حفظ القران حيث حفظه و عمره لا يتجاوز الحادية عشرة. تحصل على شهادة التعليم الإبتدائي باللغة الفرنسية. إلتحق بصفوف معهد عبد الحميد ابن باديس في قسنطينة لمزاولة دراسته سنة 1949م، تلقى دروسه على أيادي مشايخ عصره، من أبرزهم: أحمد حماني، أحمد الحسين، عبد الرحمن شيبان، أحمد رضا حوحو،عمر جغري ...الخ. و على أياديهم نما عقله و إزدهر فكره مما طوَر أحاسيسه الوطنية، السياسية و العلمية. لعبت هذه الفترة دوراً كبيراً في بناء شخصيته. بعد مرور أربع سنوات تحصل على شهادة أهلية ثم إنتقل إلى جامعة الزيتونة ليواصل دراسانه على أيادي عباقرة مجاله و في تونس تم قبوله في البعثة العلمية المتجهة إلى المشرق و الني أشرفت عليها جمعية العلماء المسلمين، غير أن إندلاع الثورة الجزائرية و نشدد الإستعمار الفرنسي حال دون ذلك حيث رفض طلبه للحصول على جواز سفر فإضطر إلى البقاء في البلاد و الإنضمام إلى صفوف الثورة التحريرية. بعد منعه من مغادرة مع البعثة العلمية رجع إلى المغير للتعليم في المدرسة الحرة. و إلتقى بوفد من المجاهدين من بينهم ابن القطاري و الذي لعب دوراً كبيراً في إقناعه بصلاح الثورة و أن نجاحها محتوم بإذن الله. و في شهر مارس من سنة 1955م، إنتقل إلى العاصمة لدى صديقه » محمد العايز» الذي أصبح أعز أصدقائه. بعد مدة من إقامته إتصل بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين و تحصل على منصب معلم في المدرسة السُنية. بعد إضراب الثمنية أيام انتقل إلى »مدرسة الهداية»، ذات ليلة و هو بالمدرسة، إقتحمها مظليو الإسنعمار الفرنسي و ووجدوا بحوزته رسالة لصديق له بالكويت مما جعل السلطات الفرنسية تشك بأنه قائد في جبهة التحرير الوطنية، فأذاقوه و أصحابه شتى أنواع العذاب و حتى أنهم كادوا يعدمونه. و بعد أن نجأ من هذه الحادثة لجأ إلى مسقط رأسه و هناك عين مع الملازم »سي عبد السلام مباركية». و سنة 1957م بينما هو عائد من مهمة شراء الأدوات المدرسية وصله نبأ إقتحام السلطات لقريته و السطو على ممتلكات عائلته و كتبه النادرة، و بعد هذه الحادثة نصح باللجوء إلى الجزائر العاصمة و هناك إستقر و تابع نشاطه مع الجمعية إلى نهاية الثورة. بعد الإستقلال إستئنف دراسته فإلتحق بجامعة الجزائر و تحصل على شهادة الكفائة العلمية C.A.P.E.S للتدريس في الثانوي باللغة العربية سنة 1966م، ثم شهادة ليسانس في الترجمة ستة 1966م، ثم حاز أيضا على شهادة ليسانس في الفلسفة، يليها دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة. إنتقل بعد ذلك إلى مصر ليتحصل على ماجستير في الفلسفة من جامعة القاهرة 1975م، ثم درس بجامعة السوربون بباريس لينال شهادة دكتوراه في الفلسفة. و في نهية التسعينبات حاز على شهادة إثبات مستوى في اللغة الإنجليزية في المعهد التكنولوجي بلندن. دراساته الجامعية فتحت له آفاق علمية و ثقافية مما أعطاه مكانة مرموقة بين العلماء الجزائريين، فأصبح عضواً في اتحاد الكناب الجزائريين سنة 1976م، و لا يزال كذلك إلى وقتنا هذا. بعد مشواره الدراسي رجع عبدالرزاق إلى الجزائر و صار أستاذاً بقسم الفلسفة بمعهد العلوم الإجتماعية. كان عضواً في المعهد الإسلامي الأعلى1980م - 1986م، صار أميناً عاماً له بعد أحمد بن نعمان. و كان أميناً عاماً للمترجمين الجزائريين 1980م - 1985م، و كان نائب عميد المعهد الإسلامي لمسجد باريس سنة 1986م.و في سنة 19881987م، كان عضو المنظمة الدولية لمترجمي المؤتمرات بجنيف. فور عودته إلى الجزائر عين مديراً للمعهد الوطني لأصول الدين بالجزائر و مديراً للبحث العلمي في معهد العلوم الإجتماعية بجامعة الجزائر. و بعد إعادة تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بقيادة أحمد حماني كان عضواً فيها، و في عهد الشيخ عبد الرحمن شيبان عين رئيساً لجريدة البصائر 2000م - 2004م، و هو أستاذ بكلية العلوم الإسلامية وقسم الفلسفة بجامعة الجزائر. و بعد وفاة الشيخ شيبان إسنلم عبدالرزاق رئاسة الجمعية.