حذر رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، أمس، من تداعيات زعزعة أمن دول الجوار على غرار ليبيا، تونسومالي، ، و شدد على ضرورة المحافظة على استقرار هذه البلدان ، مشيرا إلى أن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف قاعدة تقنتورين في منتصف جانفي من العام الماضي دليل على إرادة تدمير الجزائر. تناول ولد خليفة في برنامج ضيف الصباح للقناة الإذاعية الأولى بإسهاب تداعيات ما تمر به دول الجوار على الجزائر، وقال إن الوضع في ليبيا، يهم الجزائر إلى أقصى درجة، من منطلق العلاقات التاريخية بين الشعبين والحدود المشتركة بين الدولتين. و بعد أن ذكر بالتنبيه الذي أطلقته الجزائر بشأن عواقب التدخل الخارجي وتجديد تمسك الجزائر بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، أشار رئيس المجلس الشعبي الوطني إلى ضرورة المساعدة على الحوار والمصالحة بن الفرقاء و الأطراف المتصارعة، موضحا أن الآثار السلبية للتدخل الأجنبي ليس على الشعب الليبي والتراب الليبي وحده بل على المنطقة بأكملها. وأشار رئيس المجلس الشعبي الوطني إلى الاعتداء الإرهابي الذي استهدف تقنتورين منتصف شهر جانفي من العام الماضي، وأوعز ذلك إلى فوضى انتشار السلاح وآثار التدخل الأجنبي في ليبيا، وأضاف أن الإرهاب وجد تمويل وتسليح وسهولة لأنه يعبر الحدود، معتبرا أن »استشراف الجزائر وتنبيهها كان صحيحا تماما«. ولفت ولد خليفة أن الاعتداء على قاعدة تقنتورين استهدف منشأة اقتصادية وليس موقعا عسكري، واعتبر ذلك دليلا على إرادة تدمير الجزائر، مضيفا أن» من وراء هذا الإرادة أولا الإرهاب الذي هو نتيجة للتطرف ولتحريك بعض الجهات للاستفادة من أوضاع يسميها البعض الفوضى المنظمة «، مؤكدا أن الحل في ليبيا هو الجلوس على طاولة الحوار والتفاهم والتوصل إلى مصالحة وطنية هدفها الحفاظ على ليبيا موحدة شعبا وترابا على غرار الجزائر التي أثبتت جدواها، مشددا على رفض الجزائر التنازل عن مبدأ المحافظة على استقرار الدول سواء كانت المجاورة أو غير المجاورة. وبنفس التوجه، تحدث ولد خليفة عن الوضع في مالي، الذي اعتبره »لا يقل أهمية و لا يقل خطورة عما يحدث في ليبيا«، مذكرا بان الجزائر تتقاسم أطول الحدود مع مالي والنيجر. ورأى أن زعزعة الاستقرار في مالي يعني زعزعته في الجزائر، مشيرا إلى جهودها الكبيرة جدا وعملها بكل الوسائل للمحافظة على وحدة تراب مالي وعودة الاستقرار بها وجمع كل الأطراف لإيجاد حلول داخلية دون تدخل أجنبي. وأبدى ولد خليفة استعداد الجزائر للتنسيق مع تونس لقطع الطريق وتجفيف منابع الإرهاب باعتبار »الأمن في الجزائر هو الأمن في تونس، والأمن في تونس هو الأمن في الجزائر«، وأشار إلى التعاون في المجال السياسي والاقتصادي والتشاور على المستوى الجهوي والدولي، ورفض استخدام مصطلح الربيع العربي، داعيا الشعب المصري إلى اختيار نظامه السياسي بعدما وصف مصر ب» الدولة محورية« وما يجري فيها يؤثر في الجزائر، موضحا استحالة توصل الحل العسكري في سوريا إلى أي نتيجة. ووصف ولد خليفة ظاهرة المخدرات التي تغزو البلاد خاصة في الفترة الأخيرة حربا غير معلنة على الشباب الجزائري، وابرز جهود الجيش الوطني الشعبي والدرك الوطني والأمن لمنع وصولها، داعيا إلى ضرورة التعاون، مؤكدا أن الجزائر صارت مهددة بأن تصبح دولة مستهلكة لهذه السموم.