أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، أمس، أن الجزائر تجدد إدانتها بشدة لأعمال العنف وإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل على أهالي غزة وتدعو الأطراف الدولية الفاعلة إلى تحمل مسؤولياتها أمام هذه المجازر. قال لعمامرة في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، إن الجزائر تواصل متابعتها عن قرب التطورات المأساوية للوضع بغزة خلال أيام عيد الفطر المبارك التي شهدت تصعيدا في الفظاعة وارتفاعا محسوسا في عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا جراء العدوان الإسرائيلي. وإذ تجدد إدانتها بشدة لاعتمال العنف وإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل على مواطنين -يقول المتحدث- من المفروض أن يكونوا محميين من قبل القانون الإنساني الدولي، تدعو الجزائر كافة الأطراف الدولية الفاعلة التي لها نوع من التأثير على مرتكبي هذه المجازر إلى تحمل مسؤولياتها أمام التاريخ و مخططات الإبادة المنافية للطبيعة وكذا حجم وآثار العمليات العسكرية الإسرائيلية يضيف رئيس الدبلوماسية الجزائرية. وأضاف في نفس السياق أن الجزائر التي لم تكف عن المساهمة في مشاورات ونشاطات تهدف إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار ضمن شروط تضمن الحفاظ على مكتسبات الشعب الفلسطيني وتفتح المجال لتمكينه من حقوقه الوطنية الثابتة تأمل تسريع وإنجاح الجهود المبذولة حاليا في هذا السياق. وفي حوار خص به قناة النهار، أكد وزير لعمامرة أن الموقف الجزائري الداعم للقضية الفلسطينية مبني عن قناعة راسخة، موضحا أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أجرى مباشرة بعد العدوان الإسرائيلي على غزة عدة اتصالات مع القادة العرب تم خلالها تقديم الاقتراحات المناسبة لوقف العدوان الإسرائيلي. وأكد الوزير أن الجزائر لم تبخل بتقديم الاقتراحات الكفيلة بإيقاف العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الجزائر كانت دوما عنصرا فعالا في سبيل استعادة الحقوق الفلسطينية المهضومة. وذكر في ذات السياق أن الدبلوماسية الجزائرية لم تتوقف منذ بداية العدوان على غزة في إجراء المشاورات للوصول إلى الوقف الفوري لإطلاق النار ثم الشروع في توفير المناخ الملائم لاسترجاع عملية السلام والحل النهائي لبناء الدولة الفلسطينية، وأضاف أن الجزائر كانت سباقة في إدانة العدوان الإسرائيلي وهذا -كما قال- حتى قبل أن تصدر ردود فعل الدول العربية وباقي الدول الأخرى. وبشأن المبادرة التي تقدمت بها مصر إلى الجامعة العربية، أوضح لعمامرة أنها نفس المبادرة التي اعتمدت سنة 2012, مشيرا إلى أن الجزائر كانت قد أوضحت بشأنها أنها تتطلع إلى نتيجة إيجابية في الميدان من خلال هذه المبادرة. وأكد لعمامرة أن الجزائر قامت بمراسلة الأممالمتحدة ومجلس الأمن إلى جانب تحرك السفراء الجزائريين لشرح موقفها ومناشدة الدول الصديقة والشقيقة بغية إيجاد مواقف تحمل إسرائيل على وقف عدوانها الوحشي على غزة. وأشار إلى أن الجزائر كانت تعمل في السرية وهذا لا يعني -كما قال- أن الجزائر تخلت عن مناصرة فلسطين. وبخصوص العائلات الجزائرية التي عادت إلى أرض الوطن إثر العدوان الصهيوني على غزة، أوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنه تم إجلاء ما لا يقل عن 155 شخص رغبوا في الخروج من غزة، واصفا ذلك بالواجب الوطني. وفي هذا السياق أشار لعمامرة إلى أن إسرائيل تريد إفراغ فلسطين من أهلها العرب وتكريس الحلم الصهيوني قي الاستيلاء على بيت المقدس. واعتبر أن هدف إسرائيل من هذا العدوان هو كسر المقاومة في غزة وجعل القطاع في عزلة من خلال غلق جميع المنافذ ليتمكن من تحقيق الحلم الصهيوني. وفيما يتعلق بوجود اتصالات بين الجزائر والسلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله، أوضح الوزير أن الجزائر في اتصال مع جميع الأطراف لكونها تعتقد أن الورقة الأساسية للفلسطينيين تتمثل في وحدتهم. وعن المقاومة التي تبديها الفصائل الفلسطينية للرد على العدوان الصهيوني, ذكر رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن المقاومة الفلسطينية زأنشئت قدوة بالثورة التحريرية الجزائرية، مشيرا إلى أن القياديين في حركة فتح زتكونوا بالجزائر التي ما فتئت تؤيد وتناصر وتدعم الثورة الفلسطينية.