احتجاجات المشاركين في مسابقة توظيف أساتذة التعليم بأطواره الثلاثة مازالت متواصلة على مستوى مديريات التربية عبر الولايات، وأغلبيتهم الساحقة لم ترُق لهم الردود التي أُبلغوا بها عن طعونهم، واعتبروا المسابقة برُمتها غير نزيهة، ولا ذات مصداقية، ونتيجة ذلك فإن جميع الأساتذة المستخلفين غير المرسمين الذين شاركوا فيها وفشلوا هم في حالة استعداد للدخول في احتجاجات واسعة شهر سبتمبر المقبل، وقد استنفروا نقابات القطاع ووضعوها أمام مسؤولياتها للدفاع عنهم، وعن نزاهة مثل هذه المسابقات والامتحانات. ما تزال احتجاجات المشاركين في مسابقة توظيف أساتذة التعليم بأطواره الثلاثة متواصلة، وهم جميعهم ينددون بحالات التزوير التي قامت بها لجان الامتحان، واللجان الإدارية الخاصة بدراسة ملفات المترشحين، المنصبة على مستوى مديريات التربية، وفي نفس الوقت هم يطالبون من وزارة التربية حذف أسماء المدسوسين في قوائم الناجحين، ومعاقبة كل المتسببين في هذه الفوضى العارمة التي مسّت هذه المسابقة. وما يمكن التأكيد عنه من جهتنا أن التلاعب بالنقاط في هذه المسابقة حصل بالفعل، ولاسيما في نقاط أقدمية الشهادة، والأقدمية المهنية، والمنجزات والتكوين التكميلي، وكان ذلك على مستوى عديد معتبر من الولايات، وليس هناك أدنى شك في ذلك، وكل النقابات التي هي في أصلها وُجدت للدفاع عن الأساتذة وسائر العمال الآخرين هي نفسها قالت وأكدت حدوث هذا التزوير في أكثر من موقع، وتأسفت أن يحصل هذا التزوير والتلاعب بالنقاط حتّى من قبل الأساتذة المشكلين للجان الامتحان، وحتى من قبل إداريين ومسؤولين في مديريات التربية. وحتى لا تُتّهم هذه النقابات وغيرها من المحتجين بالتطاول والإدعاء الكاذب على هؤلاء، فإن بعضها تحدث عن هذا التزوير الحاصل، وهذه التلاعبات، وقدّم الدليل الدامغ لذلك بذكر الأسماء والألقاب الكاملة للناجحين عن طريق هذا التزوير وهذه التلاعبات، ومديريات التربية نفسها تأكدت بالفعل من صدق ما ذهبوا إليه، ومن بين حالات التزوير المقدمة بالأسماء والألقاب للفائزين فيها مجموعة المترشحين المزور لهم في ولاية غردايةوالجلفة وتبسة والوادي، وقد كُنّا ذكرنا في عدد الخميس من »صوت الأحرار« أن مترشحة في ولاية غرداية شاركت في مسابقة التعليم المتوسط ، تاريخ وجغرافيا، منحت لها خمس نقاط عن أقدمية شهادتها الجامعية، وهي في واقع الحال ليست لها أية أقدمية، بل هي حينما تخرجت كان عمرها وفقا للنقطة الممنوحة لها تسع سنوات، وهناك أشخاص أخرون زُوّر لهم أيضا وفق ما كان مع هذه الأخيرة، وألقابهم وأسماؤهم مدونة لدى مديرية التربية. يُضافُ إلى هذا حالات أخرى مماثلة حصلت في ولاية الجلفة وولايات أخرى. ولعل الأسماء والألقاب العديدة المكشوف عنها في ولاية الوادي لأكبر دليل على سفالة هذا التلاعب بالنقاط والتزوير الحاصل، وقد تضمنت القائمة المعلن عنها للمسؤولين في القطاع، وللرأي العام أسماء الناجحين المُزور لهم. ولعل القضية الأسوأ ضمن إطار التلاعب المفضوح بالنتائج ومصائر المترشحين الفائزين هي قضية المترشح الأستاذ ع . د الفائز في ولاية البويرة في مسابقة التعليم المتوسط ، الذي علّم كأستاذ في التعليم الثانوي أكثر من 20 سنة، وهو خريج المدرسة العليا للأساتذة، وتحصل على أعلى نقطة تربوية عدة مرات، وفي هذه المسابقة التي أُجبر على إجرائها تحصل على الرتبة 24 من حوالي 2000 مشارك، تقدم بالطعن بسبب عدم احتساب نقاط أقدميته، مما يجعله في صدارة الترتيب وطنيا، وقد غضبت عليه مديرية التربية »غضبة جاهلية« وفق ما قالت لا ئحة بشأنه وقررت بكل بساطة إسقاط إسمه نهائيا من قائمة الناجحين، ومن الأسباب المقدمة، إنه كبير في السن، وسنّهُ هو 54 سنة. فمديرية التربية في هذه الحالة تعمل خارج القوانين، وتبحث عن عديمي الخبرة، ومن لا سابق لهم بمهنة التعليم، ونداء هذا الأستاذ اليوم مُوجه إلى وزارة التربية، وينتظر منها الإنصاف والعدل، ومحاسبة المتعسفين في حقه.