مترشحة تتخرج من الجامعة وعمرها 9 سنوات أستاذات في 22 سنة يحصلن على أقدمية 6 سنوات سجلت قوائم الناجحين في مسابقة التربية المخصصة لأكثر من 23 ألف أستاذ تجاوزات من خلال تزوير تظهرها المعلومات الخاصة ببعض المترشحين، ما أدى إلى تضخيم العلامات التي تحصلوا عليها ومنها أقدمية الشهادة والخبرة المهنية، ما انجر عنه احتجاجات عارمة بين المترشحين الذين طالبوا بفتح تحقيق معمق حول النتائج. وجاءت هذه المسابقة مباشرة بعد “إصلاح الإصلاحات” التي أعلنت عنها وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط رمعون، التي نظمت جلسات التربية في شهر جويلية الماضي للخروج بتوصيات من شأنها النهوض بقطاع التربية ومحاربة البيروقراطية والفساد والتفرقة بين الولايات، وغيرها من المبادئ التي نادت إليها المسؤولة الأولى عن القطاع. غير أن المسابقة التي خصص لها أكثر من 23 ألف منصب عمل عبر 50 مديرية تربية شهدت الكثير من الاختلالات التي مست بمصداقيتها، انطلاقا من المراقبة البعدية لمصالح الوظيف العمومي لقوائم المترشحين الناجحين، وهو الأمر الذي من شأنه أن يبقي النتائج مؤقتة حتى بعد توظيف المعنيين بداية من شهر سبتمبر المقبل، إضافة إلى التعليمة التي أصدرتها الوزارة الوصية والمتعلقة بكيفية احتساب سنوات الدراسة الجامعية، وهو الأمر الذي جعل الكثير من المديريات تراجع نتائجها وألغت مديريات تربية أخرى النتائج في انتظار إعادة احتسابها مرة ثانية. هذه الفوضى في دراسة ملفات المترشحين أحدثت الكثير من الاحتجاجات في الولايات مباشرة بعد صدور النتائج، إضافة إلى أن القوائم التي تم الإعلان عنها في بعض الولايات تتخللها الكثير من التجاوزات في المعلومات الخاصة بالأساتذة المترشحين، منها السن والخبرة المهنية اللتان تؤثران مباشرة في عملية دراسة الملف الخاص بالمترشح. وتكشف بعض القوائم التي نشرتها مديريات التربية الولائية عن عملية تزوير للمعلومات الخاصة بالمترشح، ما يؤدي آليا إلى تضخيم العلامة التي حاز عليها خلال عملية دراسة الملف (علما أن المسابقة التي تم فتحها هي مسابقة على أساس الشهادة)، مثلما وقع في مديرية التربية لولاية غرداية، حيث أن إحدى المترشحات المتقدمات لمسابقة التربية للالتحاق بسلك التعليم المتوسط مادة تاريخ وجغرافيا، مولودة سنة 1992 وحازت، بحسب ذات القائمة، على شهادة الليسانس سنة 2001 أي أنها كانت في التاسعة من العمر عندما تخرجت من الجامعة، وحازت على نقطة 5 في تقييم أقدمية الشهادة، وفي سيناريو آخر مشابه تحصل مترشح مولود في سنة 1990 على نقطة 5 في أقدمية الشهادة، أما مترشح آخر فتحصل على 5 نقاط أقدمية الشهادة وهو مولود في سنة 1991، فالنقطة التي يجب اعتمادها تكون في حدود 5 بالنسبة للمترشح الذي تخرج سنة 2004 أو قبل هذا التاريخ، أي أن المترشح تحصل على الشهادة الجامعية في سن 16، أما في ولاية الجلفة فقد تم منح 3 نقاط لبعض المترشحات بنات وتحتسب سنة الخبرة ب0,5 ما يعني أن المعنيات تحصلن على أقدمية 6 سنوات وهن من مواليد سنة 1992.